حكم من ترك الصيام والصلاة بسبب شدة المرض

سؤالي عن الصلاة، حيث أني كنت مريضة لمدة ثلاث سنواتٍ ولم أصلِّ في هذا الفترة إلا بعض الأوقات، أما الأوقات الأخرى فإني لم أستطع أن أصليها؛ لأنني كنت في حالة غيبوبة، وأيضاً أسأل عن الصيام، فقد مضت سنتان لم أصم شهر رمضان فيهما من شدة المرض، وإلى الآن لم أستطع الصيام، أرجو إفادتي فماذا يجب علي فعله نحو الصيام والصلاة؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابة

أما الصيام فعليك قضاء الصيام، إذا كان تركه من أجل شدة المرض فعليك قضاء الصيام إذا شفاك الله -عز وجل-، لأن الله قال -سبحانه وتعالى-: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة: 184]، أما إذا كان تركهما عن زوال عقل، أصابك مرض أزال العقل وصادف رمضان وأنت غير عاقلة قد زال العقل منك، فلا صيام عليك، إذا كانت المدة التي في رمضان والعقل مفقود فلا صيام، لأن التكليف مربوط بالعقل، فإذا زال العقل زال التكليف، أما إن كان من شدة المرض فقط فعليك القضاء، وهكذا الصلاة: إن كانت تترك الصلاة من أجل زوال العقل بسبب ما أصابك من الإغماء الذي فقدت معه العقل، حتى مضى عليك سنة أو سنتان وأنت غير عاقلة، قد ذهب عقلك، فلا قضاء، لأن من ذهب عقله فهو شبه المجنون والمعتوه لا قضاء عليه. أما إن كان من أجل المرض من شدة المرض تساهلت ولم تصل تحسبين أنه يجوز لك ذلك، فعليك أن تقضي ما تركت من الصلوات التي غلب على ظنك أنك تركتيها بسبب شدة المرض تقضينها حسب الطاقة، تسردين ما ظننت أنك تركتيه في كل وقت، تجمعين جملةً من الصلوات وتقضينها، لأنك تركتيها عن جهلٍ منك وعن غلطٍ منك بسبب المرض، والمريض يصلي على حسب حاله، يصلي قاعداً فإن عجز صلّى على جنبه، فإن عجز صلّى مسترخياً لا يتساهل، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للمريض: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)، هكذا يجب على المؤمن إذا مرض، إن استطاع القيام صلّى قائماً، فإن عجز صلّى وهو قاعد، ويركع ويسجد في الأرض، فإن عجز عن القعود صلّى على جنبه والأفضل على جنبه الأيمن، يقرأ ويكبر ويتعاطى ما شرع الله بالكلام، وينوي الأفعال بالنية، ينوي الركوع بالنية، ينوي السجود ينوي الجلسة بين السجدتين بالنية، ينوي جلوس التحيات بالنية، ويأتي بالأقوال المشروعة من القراءة وغيرها، فإن عجز صلّى مستلقياً، يستلقي ويجعل رجليه إلى القبلة، ويصلي وهو مستلقي يكبر ويقرأ، يكبر ويركع بالنية، يقول: سمع الله لمن حمده بالنية، يرفع بالنية، يقول: ربنا ولك الحمد، ثم يكبر ناوياً السجود وهكذا، ... المضطجع على جنبه ومن المستلقي. أما إذا كنت قد فقدت الشعور، قد فقدت عقلك فالمدة التي فقدتي فيها عقلك المدة الطويلة هذا لا صلاة فيها، لا قضاء فيها، أما إذا كان المدة قليلة اليوم واليومين التي فقدت فيها عقلك والباقي صاحية فاليوم واليومين والثلاث تقضى كالنائم يقضي، لكن إذا طالت المدة أكثر من ثلاثة أيام طالت المدة بسبب فقد العقل والإغماء فلا قضاء على الصحيح، المقصود أن عليك قضاء المدة التي تركتِ فيها الصلاة من أجل شدة المرض لا من أجل زوال العقل، فإذا كان من أجل شدة المرض فهذا تساهلٌ منك وعليك القضاء مرتباً، ظهر عصر مغرب عشاء فجر، ظهر عصر وهكذا مرتب، ولو في أيامٍ قلائل كل وقت تصلي فيه عدة صلوات حسب ظنك ...... ظنك تجتهدين وتصلينها إن شاء الله، هذا هو الأحوط لك والأفضل لك. المذيع/ بالنسبة للصيام والصيام كذلك، ما ترك من أجل شدة المرض تقضيه، وما كان عن زوال العقل، يعني ذهاب العقل ولم يكن معها عقل فلا قضاء. المذيع/ لا يلزمها شيء مع القضاء. مثل المعتوه، ولا يلزمها شيء إلا الصيام لأنها معذورة. أما إذا كان تركك أيها السائلة للصلاة عن عمد وقلة مبالاة، ما هو عن شبهة وتظنين أن المرض عذر وتركتيها قلة مبالاة وتساهلاً بها فهذا كفر وضلال، فلا تقضى بعد إذ التوبة تكفي، التوبة تكفي فقط؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن ترك الصلاة كفر، قال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فإذا كنت تركتيها عمداً لا عن شبهة ولا عن ظنٍ أنه يجوز لك تأخيرها من أجل المرض فهذا منكرٌ عظيم وكفرٌ صريح، فالتوبة تكفي ولا قضاء عليك لما مضى، لأن تركها من غير عذر كفر وضلال وردة عن الإسلام في أصح قولي العلماء، فإذا تاب العبد ذلك كفته التوبة فقط. نسأل الله السلامة.