الذكر سلاح المؤمن

السؤال: هذا الذكر سلاحٌ تصفونه لكل مؤمن، فهل يشترط شروط أخرى لمن يحمل السلاح؟

الإجابة

الإجابة: نعم من أعظم الشروط الثقة بالله، والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأن الله، جل وعلا هو الحق، ولا يقول إلا الحق مع الإخلاص له سبحانه والمتابعة لرسوله عليه الصلاة والسلام، والإيمان الكامل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الصادق فيما يقول، وأن يأتي بذلك عن إيمان وثقة بالله، ورغبة فيما عنده. وأنه سبحانه مدبر الأمور، ومصرف الأشياء، وأنه القادر على كل شيء، لا عن شك ولا عن سوء ظن، بل عن حسن ظن بالله، وثقة به، وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل. فالعبد عليه أن يأتي بالأسباب، والله مسبب الأسباب، وهو الحكيم العليم، وقد يحصل الدواء، ولكن لا يزول الداء، لأسباب أخرى يجهلها العبد، ولله فيها حكم وأسرار لا يعلمها سواه سبحانه وتعالى، وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي: الحسي الذي يقوم به الأطباء من أدوية وعمليات ونحو ذلك، والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة، ونحو ذلك من الأسباب الشرعية.

ومع هذا كله فقد يتخلف المطلوب لأسباب كثيرة، منها الغفلة عن دعاء الله سبحانه، ومنها ارتكاب المعاصي، ولاسيما أكل الحرام وغير ذلك من الأسباب المانعة من حصول المطلوب، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك" قالوا يا رسول الله إذاً نكثر؟ قال: "الله أكثر".



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الخامس.