بيان قوله تعالى: {واترك البحر رهواً}

السؤال: سائل يسأل عن معنى قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ} [سورة الدخان: الآية 24]، ما معنى: {رهواً}؟

الإجابة

الإجابة: أصل (الرهو): السكون والانفراج، وهو هنا منصوب على الحال من البحر؛ أي: اتركه ساكنا منفرجا كحالته حين قطعتَه وعبرتَه، ولا تأمره أن يرجع إلى ما كان؛ لأنه عليه السلام خشي من فرعون وقومه أن يعبروه؛ فيلحقوا بهم، فَهَمَّ أن يضربه بعصاه ليلتئم، فأمره الله أن يتركه رهوا، أي: ساكنا منفرجا، وبشره بأنهم جند مغرقون في البحر.

هذا كلام المفسرين على الآية.

أما كلام أهل اللغة فقال في (القاموس) وشرحه (تاج العروس): (الرهو) الفتح بين الرِّجلين، قال أبو عبيدة: رها بين رجليه يرهو رهوا، أي: فتح. ومنه قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} كما في (الصحاح). وقال: الرهو: السكون، يقال رها البحر إذا سكن، وبه فسر قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} أي: ساكنا على هَيْنَتِكَ. قال الزجاج: هكذا فسره أهل اللغة (1).أ.ه.

وبهذا يعلم أن كلمة (رهوا) تفَّسر بالسكون والانفراج، وما في معناهما مما هو صالح لسياق الكلام، والله أعلم.

___________________________________________

1 - (تاج العروس): (10/ 160).