امرأة تزوجت رجلاً ولم يكن لها علم بأنه تارك لدينه

السؤال: امرأة تزوجت رجلاً منذ أربعة عشرة سنة، ولم يكن لها علم بأنه تارك لدينه وذاهب وراء ملذاته ورغباته، ويوماً بعد يوم ازدادت مشكلتها معه إلى أنها لم تعد تحتمل ذلك الوضع، فهي تريد جواباً مقنعاً وشرعياً حسب شريعة الله ورسوله، فقد أنجبت من هذا الرجل أربع بنات وابناً، وحياتها معه خطأ فهو يمنعها من الحجاب الشرعي وقد حصل منه يمين بالطلاق بالثلاث إن رآها تصلي أن يمزق ملابس الصلاة، وكلما جاء رمضان يمنعها من الصيام إلى أن تضطر إلى ترك المنزل الزوجي ولا تعود إلا بشروط ولكنه يعود هذا الرجل كما كان وأسوأ فتصلي بالخفية عنه من خوفها لو رآها لضربها ومزّق ثياب صلاتها، ومع ذلك لا يجالس إلا الأشرار ويسهر إلى آخر الليل ويأتيها وهو سكران فاقد الوعي، ومقصر في واجباته حتى المنزلية ومصروف المنزل وألفاظه سيئة للغاية ومعاملته قاسية وهي تخشى أن تترك المنزل فهي تخشى على بناتها منه رغم أنه والدهن، إلا أنه لا يعرف الله فتتوقع منه كل شيء والعياذ بالله فما الحكم في عيشها مع زوج بهذه الحالة؟

الإجابة

الإجابة: أولاً يجب عند الزواج اختيار الأزواج الصالحين المتمسكين بدينهم الذين يرعون حرمة الزواج وحسن العشرة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه" (رواه الترمذي في سننه‏‏).
فدل على أنه يطلب عند الزواج تحري واختيار الزوج المتمسك بدينه وأنه لا يجوز أن يتساهل في هذا الأمر وقد كثر التساهل في زماننا هذا في هذا الأمر الخطير فصار الناس يزوجون بناتهم ومولياتهم برجال لا يخافون الله واليوم الآخر، وصرن يشتكين من مثل واقع هذا الزوج الذي ذكرته السائلة من إضاعة دين الله وارتكاب المنكرات والعشرة السيئة، ووقعن في حيرة من أمر هؤلاء الأزواج. ولو أنهم تحروا قبل الزواج الرجل الصالح ليسر الله سبحانه وتعالى. ولكن هذا في الغالب ينشأ من التساهل وعدم المبالاة بالأزواج الصالحين، ورجل السوء لا يصلح أبد، ولا يجوز التساهل في شأنه لأنه يسيء إلى المرأة وربما يصرفها عن دينها وربما يؤثر على ذريتها.

ثانياً: والواجب على هذه السائلة أن تفارق هذا الزوج ولا يجوز لها أن تبقى معه لأنه إذا كان لا يصلي فهو كافر والكافر لا يصح أن يتزوج مسلمة.