مَنْ هُمْ آلُ بَيْتِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟

السؤال: لقدِ اختُلف فيمَنْ هم آلُ بيتِ رسول الله، فَهَل فصلٌ في هذه المسألة؟ أجيبوني جزاكم الله خيرًا.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإنَّ آل البيت هم بنو هاشم، وبنو المُطَّلِب، قاله الشافعي، وأحمد في رواية عنه، وجماعةٌ من أهل العلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّما بنو المُطَّلِبِ، وبنو هاشم شيء واحد" [رواه البخاري].
وَذَهَبَ أبو حَنِيفَةَ ومالكٌ إلى أَنَّ أهلَ البيتِ هم بنو هاشم فَقَطْ.
والراجح ما ذهب إليه الشافعيُّ ومَن وافقه مِن أن آل البيت هم بنو هاشم وبنو المطلب، للحديث السابق، قال ابن حجر رحمه الله: "والمراد بالآل هنا: بنو هاشم، وبنو المطلب على الأرجح من أقوال العلماء" اه. ويدخل في آل البيت أزواجُ النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب: 33]؛ لأن ما قبل الآية وبعدها في الزوجات فأشْعَرَ ذلك بإرادتهن.
قال ابنُ كثير رحمه الله: "وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ههنا؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه".
ومما يؤكد أن أمهات المؤمنين من جملة الآل حديثُ أبي حُمَيْدٍ الساعدي: أنهم قالوا: يا رسول الله؛ كيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" [متفق عليه].
قال الإمام الشوكاني: ووجهه أنه أقام الأزواج والذرية مقام آل محمد في سائر الروايات المتقدمة" اه.
وكان عكرمة ينادي في الأسواق: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصَّةً، وكان يقول: "مَنْ شاء باهَلْتُهُ أنها في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم".
هذا؛ وفي المسألة أقوال أخرى منها قولُ زيد بن أرقم: أنهم آل علي وآل جعفر وآل عَقِيلٍ وآل العبَّاس كما في صحيح مسلم. وقيل: "هم الأمة جميعا"، قال النووي في شرح مسلم وهو أظْهَرُها قال: "وهو اختيار الأزهري وغيره من المحققين" اه.
وإليه ذهب الشاعر اليمني الهُبَلْ، ومن شعره في ذلك:
آلُ النَّبِيِّ هُمُ أَتْبَاعُ مِلَّتِهِ *** مِنَ الْأَعَاجِمِ وَالسُّودَانِ وَالْعَرَبِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ آلُهُ إلَّا قَرَابَتَهُ *** صَلَّى الْمُصَلِّي عَلَى الطَّاغِي أَبِي لَهَبِ

ويدل على ذلك أيضا قول عبد المطلب من أبيات:
وَانْصُرْ عَلَى آلِ الصَّلِيبِ وَعَابِدِيهِ الْيَوْمَ آلَكْ *** والمراد بآل الصليب أتباعه

وقال الشوكاني: "ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} لأن المراد بآله: أتباعه، والله أعلم.

نقلاً عن موقع الآلوكة.