موضع الخاتم والساعة في اليد

السؤال: ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التختم في الوسطى والتي تليها، فالخاتم تعودنا وضعه في الوسطى، فماذا نفعل؟

الإجابة

الإجابة: إن هذا النهي إنما هو للإرشاد وليس للتحريم، فالأفضل أن يجعل الإنسان الخاتم في الخنصر أو البنصر، فهاتان الإصبعان هما اللتان يتختم فيهما، أما الوسطى والمسبحة -التي يسميها الناس السبابة- فليستا محلاً للخاتم لما في ذلك من الضرر عندما يريد الإنسان إمساك شيء أو أخذه، فإن هاتين الإصبعين هي التي تنشط في كل أمر من الأمور فتختيمهما يقتضي ثقلاً فيهما، وهذا مما ينقص قوة اليد، فلذلك جاء النهي عن ذلك من قبيل الإرشاد.

أما الخنصر والبنصر فليس لهما دور بارز متميز في الأخذ والعمل فلذلك يجوز التختم فيهما.

وأهل العلم اختلفوا في التختم في أي اليدين يكون، وينبغي أن تلحق به الساعة أيضاً في أي اليدين تكون؟ فالأصل أنه إذا كان للتشريف ينبغي أن يكون في اليد اليمنى لأنها محل التشريف، وأيضاً فإن الخاتم كثيراً ما يكون مكتوباً فيه والكتابة تقتضي تشريفاً، ومحل ذلك اليمنى لا اليسرى، ومثل هذا الساعة وبالأخص إذا كانت من هذا النوع من الساعات التي فيها أوقات الصلوات يكتب فيها وقت الصلاة مثلاً فكتابة ذلك محله ينبغي أن يكون في اليمين، لكن قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "تعارضت النصوص في تختم النبي صلى الله عليه وسلم هل كان في اليمين أو في الشمال، ولكن الترجيح أن يكون في الشمال لأنه لم يتناول شيئاً قط بيساره، وإذا تناول الخاتم بيمينه لا يستطيع أن يجعله في يمينه بل لا بد أن يجعله في يساره"، ومثل ذلك الساعة فالساعة لو قدر مثلاً أنها كانت بين يديه أو ناولها إنسان إياه فبأي اليدين سيأخذها قطعاً سيأخذها باليمين وإذا أخذها باليمين هل يستطيع أن يجعلها في اليمين؟ فلم يبق إلا أنه سيجعلها في اليسار قطعاً وهذا هو ترجيح الحافظ رحمه الله.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.