هل للعاق لوالديه توبة بعد وفاتهما ؟

ماذا يفعل من مات والديه وهو عاق لهما، وهما نادم الآن بعد وفاتهما على هذا العقوق، ولا يدري ماذا يفعل حتى يتوب الله عليه؟ جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ.

الإجابة

عليه التوبة إلى الله، كل ذنب له توبة، إذا مات عاقاً لوالديه فعليه التوبة إلى الله، أو ظالماً عليه لأحد عليه التوبة إلى الله، والندم والإقلاع والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والصدقة عنهم، وهذا مما يخفف عنه ويزيل عنه الإثم، التوبة تجب قبلها والحمد لله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تجب ما قبلها)، ويقول الله جل وعلا: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال، فإذا كان الكفر يغفر بالتوبة، فالعقوق من باب أولى، فالواجب على من عق والديه أو أحدهما أو قطع رحمه أن يتوب إلى الله، وأن يصلهم بعد الموت بالدعاء لهم وتنفيذ وصاياهم الشرعية، وإكرام أصدقائهم وأقاربهم، هذا كله من برهم بعد موتهم، قالت: يا رسول الله، هل من بقي من بر أبوي شيء أبرهما من بعد الموت، قال: (نعم، الصلاة عليهما، -صلاة الجنازة- والدعاء، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما،-الوصية الشرعية-، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما)، كعمك وعماتك وجدتك وأم أبيك وأم أمك، وإخوتك، كلها صلتهم من التوبة، صلتهم والدعاء للوالدين، والدعاء للأقارب الذين قطعتهم وماتوا، الدعاء لهم والترحم عليهم، وإكرام أصدقائهم والصدقة عنهم، وإنفاذ وصاياهم الشرعية كل هذا من مكافأتهم ومن أسباب تكفير السيئات.