الكلام على أثر: ((إن من صلّى لله أربع ركعات ثم دعا الله فإنه يستجاب له...))

ما حكم استدلال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه (الجواب الكافي) يقول: من قال: إن من صلّى لله أربع ركعات ثم دعا الله فإنه يستجاب له سواء كان مكروباً أو غير مكروب أخذاً من قصة الصحابي الأنصاري التاجر الذي هجم عليه اللص؟

الإجابة

ما وقفت على هذا الكلام الذي فيه أربع ركعات، وأما خبر اللص فخبر فيه ضعف.

ولكن دعاء الله والتضرع إليه من أسباب الإجابة بنص القرآن، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ[1]، وقال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[2]، فنص القرآن وعد الله الدائم بالاستجابة، فعلى المؤمن أن يدعو الله ويجتهد في الدعاء، وأن يقبل على الله بقلبه سواء كان بعد صلاة أو في غير صلاة، متى أقبل على الله واجتهد في الدعاء وتجنب أسباب الحرمان من أكل الحرام والمعاصي فهو حريّ بالإجابة، لكن قد يمنع الإنسان الإجابة لأسباب عديدة، إما لأنه أصرّ على معاصٍ، أو لأنه يستعمل الكسب الحرام، أو لأنه يدعو بقلب غافل معرض أو لأسباب أخرى، فالدعاء له موانع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تجعل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر))[3].

فالله سبحانه قد يعجلها وقد يؤخرها؛ لحكمة بالغة وقد يعطيه خيراً منها أو أكثر منها، قد يصرف عنه من الشر ما هو خير له من إعطائه دعوته، قد يحرم الإجابة في ذنوبه وأعماله السيئة، بإصراره على المعاصي بأكل الحرام، بغفلته عن الله إلى غير ذلك، الأسباب كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[1] سورة البقرة الآية 186.

[2] سورة غافر الآية 60.

[3] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ج6 ص22 برقم 2917.