هل العمل مبرر لترك الجماعة، وهل الاختبارات مبررة لترك صيام رمضان

ما رأي سماحتكم في من يتخذون من العمل وسيلة لترك صلاة الجماعة، أو من يتخذون من الاختبارات والامتحانات المدرسية وسيلة لإفطار شهر رمضان؟

الإجابة

لا يجوز للمسلم أن يحتج بالعمل على ترك الجماعة، ولا بالاختبارات على ترك الجماعة، أو على الفطر في رمضان، بل الواجب على المسلمين أن يقوموا بالواجب من الصلاة في الجماعة، وصيام رمضان، وأن يعدوا للاختبار ما يلزم في الليل، أو ينقل الاختبار من رمضان إلى شوال، أو قبل رمضان في شعبان، أما أن يجعل الاختيارات في رمضان فهذا ليس بطيب، ولا ينبغي للمسؤولين أن يجعلوه في رمضان، بل ينبغي لهم أن يعينوا الطلبة على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وهكذا الرئاسة العامة لتعليم البنات كلهم الواجب عليهم أن يعينوا أبنائهم الطلبة وبناتهم الطالبات على طاعة الله ورسوله، والصيام لاسيما في أيام القيظ والأيام الطويلة يشق عليهم معه الاختبار، فالواجب أن يقدم أو يؤخر، من باب الإعانة على الخير، ومن باب التعاون على البر والتقوى، وبكل حال فليس له أن يفطر من أجل الاختبار، بل يستعد في الليل ولا يفطر، وعلى المسؤولين أن يقدموا الاختبار أو يؤخروه عن رمضان، لكن متى بُلي الطالب ولم يؤخر الاختبار فإنه لا يستبيح الفطر بذلك، بل يستعد في الليل بما يلزم للاختبار ويعينه الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ومن يتق يجعل له من أمر يسراً، فالواجب عدم التساهل، وأن يعمل كل ما يستطيع حتى ينجح إن شاء الله، ولا يقع فيما حرم الله، وسوف يعينه الله إذا صدق في ذلك، وسوف يسهل الله أمره في نجاحه وسلامته. وعلى المسؤولين كما تقدم أن يتقوا الله في طلبهم الطالبات، وأن يراعوا ظروفهم، وأن يعينوهم على الخير، وأن يقدموا الاختبار قبل رمضان، أو يؤخروه عن رمضان في جميع السنوات هذا هو الواجب عليهم؛ لأن الله يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى [(2) سورة المائدة]. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).