الإجابة:
أصل القبر مدفن الميت، قال الله تعالى: {ثم أماته فأقبره}، قال ابن عباس: أي
أكرمه بدفنه، وقد يراد به البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة
وإن لم يدفن، كما قال تعالى: {ومن ورائهم
برزخ إلى يوم يبعثون}، يعني من وراء الذين ماتوا لأن أول الآية
يدل على هذا: {حتى إذا جاء أحدهم الموت
قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها
ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}.
ولكن هل الداعي إذا دعا: "أعوذ بالله من عذاب القبر" يريد عذاب مدفن
الموتى، أو من عذاب البرزخ الذي بين موته وبين قيام الساعة؟
الجواب: يريد الثاني لأن الإنسان في الحقيقة لا يدري هل يموت ويدفن أو
يموت وتأكله السباع، أو يحترق ويكون رماداً ما يدري {وما تدري نفس بأي أرض تموت}، فاستحضر
أنك إذا قلت: من عذاب القبر أي من العذاب الذي يكون للإنسان بعد موته
إلى قيام الساعة.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر -
باب اليوم الآخر.