مشاركة الكفار في أعيادهم للمصلحة

السؤال: لعلكم تعلمون أن الكفار يحتفلون بأحد أعيادهم القبيحة وهو عيد النيروز والعياذ بالله. وللأسف الشديد بعض الطلاب من جماعتنا ومنهم من درس الشريعة في السعودية عدة سنوات ويطلق على نفسه مسمى شريفاً (طالب العلم الشرعي) قد حضر مقر الاحتفال الذي كان في السفارة وهم على بينة أن علمائنا لا يختلفون في التحريم الشديد لهذا الأمر بل هؤلاء الطلاب هداهم الله اخترعوا عذراً غريباً قائلين أنهم لا يحضرون مكان العيد إلا لمصلحة دينية ألا وهي طلب بعض الخدمات من السفير وهو على زعمهم يكون منشرح الصدر في (أيام الفرح) وإلى الله المشتكى. وحصل ما حصل والآن السفير يصم الطلاب الذين ما اشتركوا في العيد بالتطرف الإسلامي ويمدح هؤلاء (المواطنين المثاليين) (أقصد الفريق الآخر من الطلاب) الذين جعلوا عادات الوطن العلماني فوق قوانين الله والله المستعان. وقد رأيت عدد المفاسد والأضرار في ما فعل إخواننا وأرجو توجيهكم حفظك الله علماً بأن هناك أعياداً رسمية أخرى تحتفل بها السفارة ومنها عيد رأس السنة ( بعد عيد الميلاد) وعيد الدستور وعيد الوطن. وهل يجب على من حضر عيد النيروز محاولة تخفيف الضرر الذي حصل بسببهم عن طريق إبلاغ السفارة بعزمهم عدم المشاركة في مثل هذه الأعياد فيما بعد لأن فيها مخالفة شرعية وإعلان توبتهم من ذلك وبهذا يفهم الجميع أننا جماعة واحدة وعلى دين واحد وليس كما حصل: متطرفون وغير متطرفين.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مشاركة الكفار في أعيادهم، من أشنع المنكرات، وأشدها ضرراً، وأكثرها وقوعاً بين المسلمين: فإن هذا من المحرمات الظاهرة، لما فيه من الموافقة فيما ليس من ديننا، فهذا الأعياد المذكورة من البدع المحدثة، ولقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين فوصفهم بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [الفرقان:72]. قال بعض السلف: الزور أعياد المشركين، قال اللالكائي: "ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم، لأنهم على منكر وزور، وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار كانوا كالراضين به، المؤثرين له، فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم، فيعم الجميع، نعوذ بالله من سخطه") أحكام أهل الذمة لابن القيم 2-722).

وقال ابن القيم: "وكما أنهم -أي الكفار- لا يجوز لهم إظهاره -أي أعيادهم-، فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم، ولا مساعدتهم، ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله" (أحكام أهل الذمة 2-722).

وأما دعوى أن في حضور هذه الأعياد مصالح... فذاك من تزيين الشيطان وتلبيسه، وخداع النفس الأمّارة بالسوء، فعلى المسلم -فضلاً عن طالب العلم- أن يفارق هذه الأماكن الموبؤة، والأعياد الباطلة، وليوقن أن الله يعلم ما في نفسه، وليحذر من سبل المكر والاحتيال، فإن الله تعالى بالمرصاد، وليتذكر يوم البعث والجزاء، يوم تبلى السرائر، وتنكشف البواطن، وليعلم أن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته وإتباع سنة نبيه ومجانبة سخطه ومعاصيه وبالله التوفيق.
23-4-1430ه.

المصدر: موقع الشيخ حفظه الله تعالى.