الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مشاركة الكفار في أعيادهم، من أشنع المنكرات، وأشدها ضرراً، وأكثرها
وقوعاً بين المسلمين: فإن هذا من المحرمات الظاهرة، لما فيه من
الموافقة فيما ليس من ديننا، فهذا الأعياد المذكورة من البدع المحدثة،
ولقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين فوصفهم بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا
مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [الفرقان:72]. قال بعض
السلف: الزور أعياد المشركين، قال اللالكائي: "ولا يجوز للمسلمين أن
يحضروا أعيادهم، لأنهم على منكر وزور، وإذا خالط أهل المعروف أهل
المنكر بغير الإنكار كانوا كالراضين به، المؤثرين له، فنخشى من نزول
سخط الله على جماعتهم، فيعم الجميع، نعوذ بالله من سخطه") أحكام أهل
الذمة لابن القيم 2-722).
وقال ابن القيم: "وكما أنهم -أي الكفار- لا يجوز لهم إظهاره -أي
أعيادهم-، فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم، ولا مساعدتهم، ولا الحضور معهم
باتفاق أهل العلم الذين هم أهله" (أحكام أهل الذمة 2-722).
وأما دعوى أن في حضور هذه الأعياد مصالح... فذاك من تزيين الشيطان
وتلبيسه، وخداع النفس الأمّارة بالسوء، فعلى المسلم -فضلاً عن طالب
العلم- أن يفارق هذه الأماكن الموبؤة، والأعياد الباطلة، وليوقن أن
الله يعلم ما في نفسه، وليحذر من سبل المكر والاحتيال، فإن الله تعالى
بالمرصاد، وليتذكر يوم البعث والجزاء، يوم تبلى السرائر، وتنكشف
البواطن، وليعلم أن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته وإتباع سنة نبيه
ومجانبة سخطه ومعاصيه وبالله التوفيق.
23-4-1430ه.
المصدر: موقع الشيخ حفظه الله
تعالى.