الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه حياة قد أحاطت بها الظلمات من سائر جوانبها، وباض فيها الشيطان وفرخ؛ حيث لا مراعاة لحدود الله ولا معاشرة بالمعروف، وتقوى الله غائبة تماماً، وإذا غابت التقوى عن البيوت فهي على شفا جرف هار يوشك أن ينهار على رؤوس من فيه، وخلاصة ذلك أن هذا الزوج ديوث قد تحققت فيه معاني الدياثة من عدم الغيرة على عرضه، وانتهاكه حدود الله تعالى؛ كما أنه لا يبالي بأن ينشأ أولاده على مكارم الأخلاق ولا محاسن العادات؛ فلا يبالي بأن يشاهد الحرام بحضورهم، وأخطر من هذا كله سخريته من الدين والالتزام به، وهذه هي الطامة الكبرى؛ لأن الله تعالى ذم المنافقين بقوله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}، فالسخرية من الدين وأهله سمة المنافقين نفاقاً أكبر عياذاً بالله تعالى.
وكذلك الزوجة عليها أن تتقي الله في نفسها، ليجعل الله لها فرجاً ومخرجاً، وما ينبغي لها أن تتصل برجل أجنبي ولا أن تتعرف عليه، ولا أن تفكر فيه، بل عليها السعي في إصلاح زوجها وتقويم سلوكه؛ فإن أبى إلا الإصرار على ما هو عليه فلا خير لها في البقاء معه؛ والأولاد لهم الله: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً . ويرزقه من حيث لا يحتسب}، والله الموفق والمستعان.