حكم من يضيف للأذان شيئا من القرآن أو الأدعية

ما حكم الإسلام فيمن يضيف إلى النداء للصلاة شيئاً من تلاوة القرآن، أو بعض الألفاظ الأخرى عبر مكبرات الصوت، حيث أن هذه الظاهرة منتشرة في كثير من المناطق، وأكثر ما تكون في شهر رمضان قبل وقت الفجر، وفي أي وقت أرادوه من الليل، وفي مثل هذه الحالة تتكاثر الأصوات من جميع نواحي المنطقة مما يؤثر ذلك على السكان، فهل هذه الأفعال صحيحة أم لا؟

الإجابة

هذا شيء لم يشرع، بل هو بدعة، والواجب على المؤذن ألا يضيف شيئاً إلى الأذان لا قبله ولا بعده، فلا يقرأ قبل الأذان، ولا يقول كلام قبل الأذان، ولا بعد الأذان يرفع صوته بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو بغير ذلك لا، بل يؤدي الأذان كاملا، يبدؤه بقوله: الله أكبر، وينهيه بقوله: لا إله إلا الله، فلا يأت بشيء قبله ولا يأت بشيء بعده، لأن ذلك من البدع، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (من عمل ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني مردود على صاحبه، أخرجه مسلم في الصحيح، وعلقه البخاري جازماً به عن عائشة -رضي الله عنها-، ولقوله -صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، أي مردود، ولم يكن بلال ولا غيره في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يأت بشيء قبل الأذان ولا بعد الأذان، فإذا قال: لا إله إلا الله، يقفل المكبر، ينتهي، وفي الأذان يبدأ، وفي الأول يبدأ: الله أكبر، يبدأ الأذان بهذا، لا يتكلم بشيء قبل ذلك، فلا يقول: صلوا، أو سبحان الله، أو ما أشبه ذلك، أو يقرأ قبل الأذان لا، ولا بعد الأذان إذا قال: لا إله إلا الله، لا يقول: اللهم صلي وسلم على رسول الله يجهر بذلك في المكبر لا، بل يقفل المكبر، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين نفسه، وإن سمعه من حوله فلا بأس، لكن يقفل المكبر، ليس تابعاً للأذان، بل يقوله بعد الأذان بينه وبين نفسه، ولا مانع من إسماع من حوله، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدا -صلى الله عليه وسلم- الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد، كما جاء في الحديث، روى البخاري في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال حين يسمع النداء، اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)، زاد البيهقي -رحمه الله- بإسناد جيد: (إنك لا تخلف الميعاد)، وفي مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي واحد صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، هذا هو المشروع للمؤمن لكن بعد قفل الأذان، بعد انتهاء الأذان، يقفل المكبر ثم يأتي بهذا، وهكذا قبله لا يتكلم بشيء. والخلاصة أن الأذان يبدأ ب الله أكبر، وينتهي ب لا إله إلا الله، فمن زاد معه شيء يرفع به صوته أو في المكبر فقد أتى بدعة فينكر عليه ويعلم. المذيع/ إذن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- برفع الصوت قريباً من الصوت الذي رفع به الأذان يعتبر هذا بدعة؟ بدعة نعم.