هل يجوز الدعاء بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة؟

السؤال: هل يجوز الدعاء بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة؟

الإجابة

الإجابة: نعم بل هذا من الأوقات التي يستحب فيها الدعاء، وكان النبي إذا سلم يقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، وكان يقول: "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد تباركت ربنا وتعاليت"، هذا ذكر ودعاء.

▪ أما الذي قال فيه بعض أهل العلم أنه من البدع هو رفع اليدين بعد الصلاة بالدعاء، فرفع اليدين بعد الصلاة بالدعاء لم يكن من هدي النبي صلوات الله وسلامه عليه، ولكن أن تذكر الله في دبر الصلاة بالذكر المشروع وهو أن تسبح ثلاثة وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتكبر ثلاثاً وثلاثين، وتقول تمام المائة: "لا إله إلا الله، حده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، هذا عمل عظيم جدا ينبغي الحرص عليه، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذا الذكر عندما جاءه الصحابة، وقالوا له: يا رسول الله جئنا إليك نشتكي من الأغنياء! قال: "وما ذاك؟" قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور والدرجات العلى، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ولكن لهم فضول أموال فيتصدقون، ولا نجد ما نتصدق، فقال لهم النبي عليه السلام: "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم؟" قالوا: نعم، قال: "تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدون ثلاثاً وثلاثين، وتكبرون ثلاثاً وثلاثين، إنكم إذا فعلتم ذلك سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم".

فرح الفقراء بذلك، فلما قضيت الصلاة فإذا لهم زجل بالتسبيح والتكبير والتحميد التفت الأغنياء فإذا الفقراء يسبحون، سألوهم عن ذلك، فأخبروهم بما علمهم النبي عليه السلام فما كادت الكلمات تلامس أسماع الأغنياء حتى تسابقوا إليها فرجع الفقراء إلى النبي عليه السلام فقالوا: يا رسول الله سمع إخواننا الأغنياء بما علمتنا ففعلوا مثلنا.. فعلمنا شيئاً آخر، فقال صلى الله عليه وسلم: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

. فالشاهد أن بعد دبر الصلاة ينبغي للإنسان أن يشتغل بالتسبيح، ولا بأس بأن يدعو الله تبارك وتعالى بالدعاء، لكن لم يؤثر على أن النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يرفع يديه بعد الصلاة.