الإجابة:
الحمد لله
من المقاصد الضرورية في الشريعة الإسلامية حفظ النسل والأعراض ؛ من
أجل ذلك كله حرم الله الزنا وأوجب الحد جلدا أو رجما ، وحرم وسائله
التي قد تفضي إليه ، من خلوة رجل بامرأة أجنبية منه ، ونظرة آثمة وعين
خائنة وسفر بلا محرم ، وخروجها من بيتها معطرة متبرجة كاسية عارية ،
تستميل بذلك قلوب الشباب ، وتستهوي نفوسهم ، وتفتنهم في دينهم ، ومن
ذلك حديث الرجل الخادع مع المرأة ، وخضوعها له بالقول إغراء له
وتغريرا به ، وإثارة لشهوته ، وليقع في حبالها ، سواء كان ذلك عند
لقاء في طريق ، أو حين محادثة هاتفية ، أو مراسلة كتابية ، أو غير ذلك
، من أجل ذلك حرم الله على نساء رسوله صلى الله عليه وسلم - وهن
الطاهرات - أن يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، وأن يخضعن بالقول فيطمع
الذي في قلبه مرض ، وأمرهن أن يقلن قولا معروفا ، قال الله تعالى : {
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن
اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا *
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } الآية .
فعلى الفتيان المسلمين أن يتقوا الله ويحفظوا فروجهم ، ويغضوا أبصارهم
، ويكفوا ألسنتهم وأقلامهم عن الرفث وفحش القول ، ومغازلة الفتيات
ومخادعتهن ، وعلى الفتيات المسلمات مثل ذلك ، وأن يلزمن العفاف ولا
يخرجن متبرجات كاسيات عاريات ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : «
صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال
معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات
مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا
يجد ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا » رواه أحمد ومسلم في
الصحيح .
إن الفتيان والفتيات إذا أطاعوا الله ورسوله وترفعوا عن الدنايا ،
وتنزهوا عن مداخل الفتن ومواطن الريبة كان ذلك أزكى لهم وأطهر لقلوبهم
، وأرفع لشؤونهم ، وأحفظ لمجتمعهم ، والله المستعان .
من فتاوى اللجنة الدائمة 12 / 381 -382 .