قراءة كتاب راتب الحداد

يسأل السائل عن كتاب يسمى (راتب الحداد)، يلزم قراءته كل ليلة، ويبدأ بآية من القرآن هي: (( يا أيها الذين آمنوا اذْكروا الله ذكْرا كثيراً))[الأحزاب:41] وبعدها سورة فاتحة الكتاب، فآيات قرآنية وتسبيح وتكبير وتهليل وتوحيد كثير، وفي آخر الكتاب دعاء يقول: الفاتحة لسيدي محمد بن علي، وأصوله وفروعه وآل بعلاوي وصغيرهم وكبيرهم، إن الله يحمينا بحمايتهم وينورنا بهداهم، أن نراهم في الدنيا والآخرة، والفاتحة الثانية تقول: الفاتحة لسيدنا وقدوتنا وعمدتنا سيدي عبد الله صاحب الراتب، إن الله يقدس روحه في الجنة، ويوجد في آخر الكتاب، تسبيح وتهليل وتكبير ودعاء وختم بالصلاة على النبي، والسؤال هو: هل يجوز قراءة هذا الكتاب أم لا؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا السؤال عن راتب الحداد الذي بدأه بالآية الكريمة يا أيها الذين آمنوا اذكروا كثيراً. وذكر بعد ذلك الفاتحة وآيات ثم ذكر في آخرة الفاتحة لسيده محمد الخ، والفاتحة لفلان صاحب الراتب عبد الله الحداد هذا الكتاب لم أطلع عليه، وهذه الرواتب التي يريدها كثير من الناس لا تخلو في الغالب من بدع وخرافات لا أساس لها، وهذا الراتب الذي يظهر مما ذكرتِ أيها السائلة أنه لا يخلو من بدع وخرافات فلا ينبغي أن يتخذ ورداً بل ينبغي للمؤمن أن يتخذ الورد مما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحاديث الصحيحة، وأهل السنة والحمد لله قد أوضحوا ما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - من آيات وأشياء يقولها في الصباح والمساء، ينبغي للمؤمن أن ينظر فيها وأن يتحفظ منها ما تيسر مثل كتاب رياض الصالحين، مثل كتاب الأذكار للنووي، ووابل الصيب لابن القيم وغيرها من الكتب المؤلفة في أذكار الصباح والمساء ففيها كفاية عما أحدثه الناس، واستعمال الفاتحة لفلان أو لفلان بدعة لا أساس لها، فينبغي الحذر من هذه الكتب المؤلفة في أذكار الصباح والمساء إلا ما كان صاحبه يعتني فيه بأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويذكر ما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - ويقوله في الصباح والمساء، هذا هو المعتمد، المعتمد هو الذي يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدعوات ومن الأذكار في الصباح والمساء مما يذكره أهل العلم في كتبهم المؤلفة في هذا الشأن، مثل ما تقدم من رياض الصالحين، وأذكار النووي، كتاب الوابل الصيب لابن القيم، وهكذا ما يذكر في الصحيحين في البخاري ومسلم وفي السنن وغيرها من تقابل هذا ما ثبت وما صح ويكفي، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب سماه الكلم الطيب ذكر فيه جملة من هذا أيضاً، فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يتوخيا ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب وكتب الحديث، أما الأوراد التي يذكرها الصوفية كالحداد وغير الحداد فلا ينبغي اعتمادها، ولا ينبغي التعويل عليها لأنها لا تخلو في الغالب من أحاديث موضوعة أو أحاديث ضعيفة لا يعول عليها، أو بدع يأتون بها من عند أنفسهم، وينظمونها من عند أنفسهم، ليس لها أصل والله المستعان.