بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه: أما بعد: فإن الله - عز وجل - أنزل كتابه الكريم باللغة العربية ، وهو قرآن عربي فلا يجوز أن يقرأ بغير العربية ، وإنما تترجم معانيه إلى اللغات الأخرى لتفهيم المعنى وتعليم المعنى حتى يتعلم أصحاب اللغات غير العربية معاني كلام الله - عز وجل - وحتى يستفيدوا من أحكام كتابه - سبحانه وتعالى - ، ولكن عليهم أن يتعلموا لفظ القرآن حتى يقرءوا به في الصلاة وخارج الصلاة باللغة العربية ، وإنما الترجمة تفسير ، معناها التفسير ، يعني بين للذي لا يعرف اللغة العربية معنى قوله تعالى الله: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [(255) سورة البقرة]. معنى : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ [(3) سورة المائدة]. وهكذا تبين لهم المعاني والأحكام حتى يفهموها بلغتهم ، وليست اللغة قرآناً ، وإنما هي تفسير وترجمة ، وإنما القرآن ما يتلى باللغة العربية كما أنزله الله - سبحانه وتعالى - ، وللعلماء العارفين باللغات الأخرى أن يترجموا معانيه إلى إخوانهم المسلمين ليفهموه ، وهكذا لغير المسلمين للدعوة إلى الله ، وبيان أحكام الله حتى يعلم غير المسلم حقيقة القرآن وما فيه من العلم ، فيكون ذلك سبباً لدخوله في الإسلام.