حكم تصوير النساء في الصحف والمجلات

لأخينا ملاحظة على كثير من المجلات والصحف، يقول: إنها تتزين بصور النساء وهن على أشكال مزينة ومجملة - كما يقول - ويرجو من سماحتكم توجيه المسؤولين، جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

تصوير النساء في الصحف والمجلات، أو في المؤلفات أمر منكر، لا يجوز، وقد صدر من الدولة التعميم بمنع ذلك، والواجب على المسؤولين عن مراقبة الصحف أن يراقبوا هذا، وأن يمنعوا هذا، وعلى وزير الإعلام أن يعنى بهذا، وينفذ الأوامر؛ لأن هذا شره عظيم، وخطره كبير، فإن وجود صور النساء في المجلات والصحف يضر المجتمع، ويسبب فتناً بهذه الصور، وربما قادت الكثير من الناس إلى الفاحشة، فالواجب الحذر من ذلك، والواجب على القائمين على الصحف العدول عن ذلك، والحذر من ذلك، والواجب على مسؤولين الإعلام أيضاً منعهم من ذلك منعاً باتاً ولو بالعقوبة، تنفيذا ًلحكم الله - عز وجل -؛ لأن هذا منكر، والواجب منعه، وتنفيذا أيضاًً لأمر ولاة الأمور بمنعه، وكل من له أدنى مسكة من دين يعرف مضرة هذا، ولا يشك فيه إلا من له هوى في هذه المسائل. المقصود أن تصوير النساء في المجلات والصحف اليومية، وفي النشرات، وفيما يعلن عن الصحف، أو يعلن عن مراكز إسلامية، أو مراكز تجارة، أو شركات، أو غير ذلك كلما يقع في هذه المسائل في هذه النشرات أو في هذه الإعلانات من تصوير النساء كل ذلك منكر، يجب منعه، والقضاء عليه، ولو بالتعزير والتأديب لمن فعل ذلك من جهة ولاة الأمور - نسأل الله أن يمنحهم التوفيق، وأن يصلح بطاناتهم، وأن يعين من وكل إليهم هذا الأمر، نسأل الله أنه يعينه على التنفيذ والصدق. سماحة الشيخ لعل لكم توجيه، لماذا يستخدمون النساء في هذه الأوجه بالذات؟ واضح يستخدمونه؛ لأنهم تروج بضاعتهم بذلك، فالصحيفة تشترى يتمتع بها الشباب وغير الشباب، والنشرة كذلك تلفت الأنظار نحوها الناس حتى يتمتعوا بهذه الصورة، وربما جرهم هذا إلى المشاركة في هذا المركز، أو المشاركة في هذه الشركة، أو شراء هذه السلعة، أو ما أشبه ذلك، فالمصالح واضحة دنيوية، المصالح الدنيوية في هذا الأمر واضحة، لا من جهة المجلات والصحف، ولا من جهة النشرات الأخرى، لكنها ترويج للبضاعة، وفيها مكسباً لأهلها؛ لأنه يشتريها من لا يريدها إلا لأجل الصورة، فلهذا روجوا الصحف وروجوا النشرات وروجوا أشياء من الكتب بهذه الصورة، ولا شك أن هذا منكر يجب تلافيه، ويجب إنكاره. هناك من يدعي أنهم يكرمون المرأة بينما هم يضعونها في مثل هذه الصور، بل وضعوها حتى على كفرات السيارات، هل هذا احترام للمرآة أو إهانة لها؟ هذا - والله - إهانة لها في الحقيقة، ودعوة إلى الفساد، وإلى انتهاك الأعراض، وإلى نبذ أحكام الشرع وراء الظهر، فإن الله حرم علينا تعاطي أسباب الشر، وحرم علينا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتصوير النساء من الفواحش التي نهى الله عن قربانها، حيث قال سبحانه: وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [(151) سورة الأنعام]. فالواجب على المسلم الذي يخاف الله أن يحذر هذه الأشياء من أنها يترتب عليها من الفساد ما لا يحصيه إلا الله - عز وجل -، وليس من إكرام المرأة أن توضع صورتها في المجلات وفي الصحف اليومية، أوفي النشرات أو على غير ذلك من أنواع المتاع، بل هو إهانة لها في الحقيقة، وجلب لأسباب الفتنة، ودعوة إلى الفواحش، وإعلان لأسباب الزنا، فهذا ليس بإكرام، ولكنه إهانة، ودعوة إلى الباطل، وتحريض على إتيان ما حرم الله - عز وجل - من هؤلاء وهؤلاء - والله المستعان -.