التخفيف في الصلاة

ذكر ابن القيم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنكر على معاذ قراءته لسورة البقرة فقال: (أفتانٌ أنت يا معاذ؟!)، فتعلق النقارون بهذه الكلمة، ولم يلتفتوا إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها، ما المقصود بقوله: إلى ما قبلها وإلى ما بعدها، ومن هم النقارون؟

الإجابة

النبي-صلى الله عليه وسلم-أرشد الأئمة إلى أن يرفقوا بالناس، فقال: (أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة)، فالواجب على الإمام أن ينظر في الأمر وألا يشق على الناس، والقدوة هو النبي-صلى الله عليه وسلم-في أفعاله كلها، لقول الله-سبحانه-: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، فكان-عليه الصلاة والسلام- يصلي صلاة وسطاً ليس فيها إطالة تشق على الناس، فالواجب على الأئمة أن يتأسوا به-صلى الله عليه وسلم-, وأن يقتدوا به في الصلوات الخمس كلها حتى لا يفتنوا الناس وحتى لا يشجعوهم على ترك الصلاة في الجماعة، فإذا صلى صلاة وسطاً ليس فيها مشقة على الناس اجتمع الناس وصلوا جماعة ورغبوا في الصلاة وتواصوا بأدائها في المساجد، ولهذا في اللفظ الآخر: (أيها الناس إن منكم منفرين)، يعني منفرين من الصلاة في الجماعة، (فأيكم أم الناس فليخفف)، ولهذا قال النبي لمعاذ: (أفتان أنت يا معاذ؟), وقال بعدها: (هلا قرأت بسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى, والشمس وضحاها، واقرأ باسم ربك، هذا بعده اللهم-صلي عليه وسلم-، قبلها أيكم أم الناس فليخفف ثم أرشد إلى هلا قرأت: بسبح اسم ربك الأعلى، وإذا السماء انشقت، وفي بعضها والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، يعني في أوساط المفصل، يعني هذه الصلاة وما يشابهها في العشاء والظهر والعصر، أما الفجر، فكان يقرأ أطول من ذلك، كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفجر بالطور، وق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة, والواقعة وما أشبهها-عليه الصلاة والسلام-فالفجر يطول فيها بعض الطول مثل ق ونحوها، وفي الظهر, والعصر, والمغرب, و العشاء, بأوساط المفصل، وفي المغرب، بعض الأحيان بقصاره وفي بعض الأحيان يطول فيها كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم-لكن الأغلب بالقصار.