بدع الطريقة الختمية

أيضاً وقف أمامهم أحد الخطباء ونصحهم بعدم الاستماع إلى تفسير القرآن وشرح الأحاديث النبوية وطلب إليهم إلى الاقتصار إلى كتب الفقه، وبالأخص كتاب الأخضري والعشماوي والعزية -أو كذا- لما في تلك الكتب من أحكام الطهارة والعبادات، ولأنها هي الأصل حسب زعمه وما سواها فروع، وحظهم على بعض البدع مثل: اللهم صلي أفضل صلاة وبالمصطفى والمرتضي وابنيهما وفاطمة دبر الصلوات المكتوبة، فهل محق هذا المرشد الديني فيما قال، وفي هذا المسجد تمارس كثير من البدع والتوسلات بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعض الصالحين، ولا يقدم القائم على هذا المسجد إلا من يعتنق الطريقة الختمية، علماً بأن إتباع هذه الطريقة وغيرها من الطرق الصوفية لا يتعلمون القرآن، ولا يحسنون حتى قراءة سورة الفاتحة؟ ويستمر على هذا المنوال سماحة الشيخ ويرجو النصح والإرشاد لو تكرمتم؟

الإجابة

لا ريب أن هذا العمل عمل منكر، ولا ينبغي إتباع الطريقة الختمية لأنه بلغنا عنها أنها تقر دعوة غير الله والشرك به - سبحانه وتعالى - فالواجب اجتنابها والحذر منها ونصيحة المعتنقين لها يعني يتقوا الله ويعبدوه وحده ويسألوه وحده - سبحانه وتعالى - ولا يسألوا سواه فالله سبحانه هو الذي يدعى ويرجى -جل وعلا-، وهو القائل سبحانه: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [(18) سورة الجن]. وهو القائل - عز وجل - : وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ [(106) سورة يونس]. والذي ينبغي للواعظ أن يذكر الناس بالقرآن والسنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن يعلمهم إياها، وإن ينصحهم أن يتعلموا القرآن وتفسيره ويتعلموا السنة وشروحها المعتمدة حتى يستفيد الناس من كلام ربهم وسنة نبيهم -عليه الصلاة والسلام-. أما كتب الفقه الخالية من السنة والأدلة فهذا غلط لأنها لا تفيدهم علم. الكتب التي ليس فيها الأدلة عن الله وعن رسوله لا تفيد الناس علماً بل هي كتب تقليد، فالعالم يعلم الناس الكتب التي تنفعهم يعلم الناس قراءة الكتب التي فيها الفائدة، وأعظم ذلك أن يعلمهم القرآن وأن يدعوهم إلى العناية بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتدبراً وتعقلاً وعملاً، فهو أعظم كتاب وأشرف كتاب، فعلى المسلمين أن يتعلقوا به ويتعلموه ويدرسوه ويتلوه حق التلاوة ويتدبروه ويتعقلوه؛ كما قال الله - سبحانه وتعالى - : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [(9) سورة الإسراء]. ويقول - سبحانه وتعالى - : كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [(29) سورة ص]. ويقول - سبحانه وتعالى - : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [(24) سورة محمد]. ويقول - سبحانه وتعالى- : وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ [(155) سورة الأنعام]. فكتاب الله فيه الهدى والنور جعله الله هدىً للناس: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء [(44) سورة فصلت]. وهكذا سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تفسر القرآن، وتبين معانيه، فعلى أهل العلم أن يذكروا الناس بذلك، وأن يحثوهم على التمسك بالقرآن والسنة، وبيان معانيهما، والعناية بتفسير القرآن، وشروح الحديث المعتمدة التي تفيد الناس وتنفعهم كفتح الباري وشرح النووي وأشباهها من الكتب، وسبل السلام، ونيل الأوطار، والكتب المفيدة النافعة للناس، وما في بعضها من أخطاء فطالب العلم ينبه عليه في بعض الشروح وبعض التفاسير من الأخطاء يجب على أهل العلم من أهل السنة، وأهل العقائد الطبية أن ينبهوا عليه عند تلاوة التفسير، وعند تلاوة شروح الحديث ينبهون. الواجب التنبه على ما قد يقع من أخطاء في التفسير أو في الأحاديث، وشرحها أو فيما يقع في العقيدة والصفات. العالم ينبه في درسه عند تفسير الآية، وعند شرح الحديث الشريف أو شرحه يبين ما قد يقع فيه الناس من الخطأ. أما حث الناس على الكتب الفقهية التي ليست فيها الأدلة من كتاب الله ومن سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا ليس من النصح، بل هذا في الحقيقة من الغش، ليس من النصح، وعلى طالب العلم أن ينصح الناس بما ينفعهم على الطريقة التي سلكها أهل السنة والجماعة في بيان معاني كلام الله، ومعاني كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والنصيحة في ذلك، ويعلم العامة ما يحتاجونه من أمور دينهم. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام....