الإجابة:
عذاب القبر ثابت بصريح السنة وظاهر القرآن وإجماع المسلمين، هذه ثلاثة
أدلة:
أما صريح السنة فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: "تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من
عذاب القبر، تعوذوا بالله من عذاب القبر".
وأما إجماع المسلمين فلأن جميع المسلمين يقولون في صلاتهم: "أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب
القبر"، حتى العامة الذين ليسوا من أهل الإجماع ولا من
العلماء.
وأما ظاهر القرآن فمثل قوله تعالى في آل فرعون: {النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم
الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}، ولا شك أن عرضهم على
النار ليس من أجل أن يتفرجوا عليها، بل من أجل أن يصيبهم من عذابها،
وقال تعالى: {ولو ترى إذ الظالمون في
غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم}، الله
أكبر إنهم لشحيحون بأنفسهم ما يريدون أن تخرج: {اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على
الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون}، فقال: {اليوم}، و "ال" هنا للعهد الحضوري،
{اليوم} يعني اليوم الحاضر الذي
هو يوم وفاتهم، {تجزون عذاب الهون بما
كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته
تستكبرون}.
إذاً فعذاب القبر ثابت بصريح السنة، وظاهر القرآن، وإجماع المسلمين،
وهذا الظاهر من القرآن يكاد يكون كالصريح لأن الآيتين اللتين ذكرناهما
كالصريح في ذلك.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر -
باب اليوم الآخر.