حكم من وقع في الشرك جاهلا

في إحدى المرات ذكر شخص لي من الأصدقاء أن من يفعل الشرك أو الكفر فإنه يكفر, فقال له آخر: كلامك هذا خطأ؛ لأنه لا بد أن تقام عليه الحجة أولاً, فقال له الآخر: إن التوحيد لا يعذر فيه بالجهل؛ لأنه معلوم بالفطرة, ثم دار نقاش طويل حول هذا الموضوع, فما هو حكم الدي

الإجابة

إذا كان المشرك بين المسلمين ينكر عليه، ويعلَّم أن هذا شرك، لأنه قد يخفى عليه، يعلم أنه شرك ويستتاب، فإن تاب وإلا قتل عند المحاكم الشرعية، وإذا كان يخشى أنه جاهل يعلم ويبين له، لأنه بين المسلمين والمسلمون يعرفون التوحيد ويعرفون الإيمان ويعرفون ما أوجب الله، أما إن كان في بلاد بعيدة عن الإسلام، هذا لا ينكر عليه إلا بالتعريف، يعني لا يحكم عليه بشيء حتى يعرف، يعني لا يؤخذ بالأحكام التي تجب على مثله إلا بعد أن يعرف ويبين له الحكم الشرعي، فإذا أصر على الشرك بين المسلمين يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ولكن من كان بين المسلمين ينكر عليه، ويبين له، لأنه بين المسلمين، والمسلمون يعرفون الشرك، فإذا كان بين المسلمين ينكر عليه، ويقال له: هذا لا يجوز، وهذا منكر والواجب عليك التوبة إلى الله من هذا، حتى يكون على بينة، كالذي يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات، أو ينذر للأموات، أو ما أشبه ذلك، أو يسبل ثيابه أو يفعل أشياء من المحرمات الأخرى كحلق اللحى، وما أشبه ذلك، كل هذا يبين له بالدليل حتى يكون على بصيرة، لأنه قد يعترض بعض اللبس، يبين له الدليل حتى يكون على بينة وعلى بصيرة.