حكم الصلاة خلف من يعتقد في الأولياء أنهم يضرون وينفعون، وحكم الاستغفار لهم بعد الممات

بعض المسلمين يعتقدون أن للأولياء تصرفات تضر وتنفع وتجلب المنافع وتدفع البلاء، بينما هم ينتمون إلى الإسلام ويؤدون شعائر الإسلام كالصلاة وغيرها، فهل تصح الصلاة خلف إمامهم، وهل يجوز الاستغفار لهم بعد موتهم؟

الإجابة

هذا قول من أقبح الأقوال وهذا من الكفر والشرك بالله عز وجل، لأن الأولياء لا ينفعون ولا يضرون ولا يجلبون منافع ولا يدفعون مضار إذا كانوا أموات وصح أن يسموا أولياء لأنهم معروفون بالعبادة والصلاح فإنهم لا ينفعون ولا يضرون، بل النافع والضار هو الله وحده، هو الذي يجلب النفع للعباد ويدفع عنهم الضرر كما قال الله جل وعلا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: قل لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله، فهو النافع الضار جل وعلا، وقال سبحانه وتعالى في المشركين: ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فالله سبحانه وتعالى هو النافع الضار وجميع الخلق لا ينفعون ولا يضرون، أما الأموات فظاهر لأنهم قد انقطعت حركاتهم وذهبت حياتهم، فلا ينفعون أنفسهم ولا غيرهم، ولا يضرون لأنهم قد فقدوا الحياة وفقدوا القدرة على التصرف، وهكذا الحي في الحياة لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله، إن زعم يستقلون بالنفع والضر وهم أحياء كفر أيضاً، بل النافع الضار هو الله وحده سبحانه وتعالى، ولهذا لا تجوز عباداتهم ولا دعاؤهم ولا الاستغاثة بهم، ولا النذر لهم ولا طلب المدد، وبهذا يعلم كل ذو بصيرة أن ما يفعله الناس عند قبر البدوي أو عند قبر الحسين أو عند قبر كاظم أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني أو ما أشبه ذلك من طلب المدد والغوث أنه من الكفر بالله، من الشرك بالله سبحانه وتعالى، فيجب الحذر من ذلك والتوبة من ذلك، والتواصي بترك ذلك، ولا يصلى خلف هؤلاء لأنهم مشركون، عملهم هذا شرك أكبر فلا يصلى خلفهم، ولا يصلى على ميتهم لأنهم عملوا الشرك الأكبر الذي كانت عليه الجاهلية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -كعادات أبي جهلٍ وأشباهه من كفار مكة وعليه كفار العرب، الدعاء للأموات والاستغاثة بالأموات والأشجار والأحجار، هذا عين الشرك بالله عز وجل، والله يقول سبحانه: ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون، والواجب على أهل العلم أن يبينوا لهم وأن يوضحوا لهم الحق وأن يرشدوهم إلى الصواب وأن يحذروهم من هذا الشرك بالله عز وجل، يجب على العلماء في كل مكان، في مصر والشام والعراق ومكة والمدينة والحرمين، وسائر البلاد أن يرشدوا الناس ولا سيما عند وجود الحجاج يجب أن يرشدوا ويبين لهم هذا الأمر العظيم والخطر الكبير لأن بعض الناس قد وقع فيه في بلاده، فيجب أن يبين لهم توحيد الله ومعنى لا إله إلا الله وأن معناها: لا معبود حق إلا الله، فهي تنفي الشرك تنفي العبادة لغير الله وتثبت العبادة لله وحده، وهذا هو معنى قوله سبحانه وتعالى: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه، وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ومعنى قوله جل وعل: فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخاص، وقوله سبحانه: فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، فالواجب توجيه العباد إلى الخير وإرشادهم إلى توحيد الله، وأن الواجب على كل إنسان أن يعبد الله وحده، ويخصه بالعبادة من دعاء وخوف ورجاء وتوكل وطلب غوث وصوم وصلاة وغير ذلك، كله لله وحده، لا يجوز أبداً صرف شيءٍ من ذلك لغير الله سبحانه وتعالى، سواء كان نبياً أو ولياً أو غير ذلك، فالنبي لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، ولكن يتبع ويطاع في الحق، يطاع ويتبع ويحب الحب الصادق، ونبينا - صلى الله عليه وسلم -أفضل الأنبياء وأشرفهم ومع ذلك لا يدعى من دون الله، ولا يستغاث به، ولا يسجد له، ولا يصلى له، ولا يطلب منه المدد، ولكن يتبع، يصلى عليه ويسلم عليه ويتبع، ويجب أن يكون أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا وآبائنا وغير ذلك، هذا واجب، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من وولده ونفسه والناس أجمعين)، لكن هذه المحبة لا تجوِّز لنا نشرك، لا تجوز لنا أن ندعوه من دون الله، أن تستغيث به، أو نسأله المدد أو الشفاء، لا، نحبه المحبة الصادقة لأنه رسول الله إلينا، ولأنه أفضل الخلق، ولأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، نحبه لله، محبةً صادقةً فوق محبة النفس والمال والولد، لكن لا نعبده مع الله، وهكذا الأولياء نحبهم في الله، نترحم عليهم من العلماء والعباد ولكن لا ندعوهم مع الله، ولا نبني على قبورهم، ولا نستغيث بهم، ولا نطوف على قبورهم، ولا نطلبهم المدد، كل هذا شرك بالله لا يجوز، الطواف بالكعبة لله وحده، هذا يطوف بالقبر لأجل طلب الفائدة من الميت طلب المدد طلب الشفاء طلب النصر على الأعداء كل هذا من الشرك بالله عز وجل فالواجب الحذر منه، غاية الحذر. أيها السادة إلى هنا...