الإجابة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، أما بعد:
فللإجابة عن هذا السؤال أعرض لجملة من الأمور واردة في كلامك تحتاج
إلى بيان:
* أولاً: عليك أن تعلمي أن أمر الزواج مقدر مكتوب، وأن قدر الله نافذ،
وأمره غالب، والواجب عليك السعي الحثيث للدخول فيه عن رضا من الوالدين
ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ثم إن تقدم الزوجة على زوجها في العمر بشهور
أو سنوات ليس مانعاً من قيام حياة زوجية سعيدة.
* ثانياً: كون الشخص قد زنا ثم تاب، ليس مانعاً من التزوج به أو
تزويجه؛ لأن الله تعالى غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى،
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، أما بقاء الذنب وصمة يُعيَّر بها؛
ويمنع من الزواج بسببها فما هذا بمسلك المنصفين.
* ثالثاً: زواجك بمن يكبرك أو تكبرينه لا حرج فيه ولا محظور، وقد اتفق
أهل العلم على أن السن غير معتبر في الكفاءة؛ وقد تزوج رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها، وهو يكبرها بكثير، بل كان أكبر
من أبيها، وتزوج بخديجة رضي الله عنها، وهي تكبره بخمس عشرة
سنة.
* رابعاً: لا حرج عليك في محاولة إقناع الوالدين بوجهة نظرك، والذي
أنصحك به هو مجاهدة نفسك لتحقيق رغبة والديك؛ لأنهما لا يرجوان لك إلا
الخير، وقد يبدو لك الخير بخلاف ذلك، لكنهما -على كل حال- أعرف بك
وبحقيقة أمرك، ويقدران أن ذلك الرجل ستكون سعادتك وهناؤك معه،
فاستحضري نية طيبة في إرضاء والديك؛ لعل الله تعالى يجعل هذا الزوج
قرة عين لك، وأنت مأجورة على التزامك طاعة أبيك وأمك، وأسأل الله أن
يختار لك الخير ويرضيك به، والله تعالى أعلم.
نقلاً عن شبكة المشكاة
الإسلامية.