ما حكم من يقول الله في كل مكان

البعض من الناس -سماحة الشيخ- عندما يسأل: أين الله؟ يقول: في كل مكان! فما هو الجواب الصحيح من الأدلة الشرعية؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، صلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فالواجب على من سئل أين الله؟ أن يجيب بما أجابت به الجارية لما سألها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، جيء إلى النبي بجارية يريد صاحبها أن يعتقها فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أين الله؟ قالت: في السماء ، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله ، قال - صلى الله عليه وسلم - للذي أتى بها: أعتقها فإنها مؤمنة) وهذا هو الواجب لمن قيل أين الله يقول في السماء فوق العرش كما قال جل وعلا: (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء) وقال في الآية الأخرى: (أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء) يعني في العلو في جهة العلو فوق العرش، قال جل وعلا: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) وقال سبحانه: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) الآية، والله جل وعلا قال: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقال سبحانه: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) معنى استوى: ارتفع وعلا، في سبعة مواضع من القرآن ذكر فيها أنه استوى على عرشه سبحانه وتعالى، وأهل السنة والجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعهم بإحسان يؤمنون بهذا ويقرون بأنه سبحانه فوق العرش، فوق جميع الخلق وأنه استوى على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته لا يشابه خلقه في شيء من صفاته - سبحانه وتعالى- فمن سُأِل: أين الله؟ تقول: في السماء فوق العرش، هكذا قال أهل السنة والجماعة كما دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة، ومن قال إنه في كل مكان فقد كذب الله ورسوله وهو بهذا يكون كافراً يستتاب فإن تاب وإلا قتل، على ولي الأمر، السلطان أن يحيله إلى المحكمة فإن تاب وإلا قتل؛ لأن معناه إنكار كون الله في العلو كونه فوق العرش، معناه تكذيب الله وتكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيكون كافراً مرتداً يستتاب فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر يحال إلى المحكمة الشرعية حتى يستتاب.