البكاء عند الدعاء وعند القراءة

ما حكم من يبكي في الدعاء ولا يبكي عند سماع كلام الله تعالى؟

الإجابة

هذا ليس باختياره فقد تتحرك نفسه في الدعاء ولا تتحرك في بعض الآيات، لكن ينبغي له أن يعالج نفسه ويخشع في قراءته أعظم مما يخشع في دعائه؛ لأن الخشوع في القراءة أهم، وإذا خشع في القراءة وفي الدعاء كان ذلك كله طيباً؛ لأن الخشوع في الدعاء أيضاً من أسباب الإجابة، لكن ينبغي أن تكون عنايته بالقراءة أكثر؛ لأنه كلام الله فيه الهدى والنور، كان النبي عليه الصلاة والسلام يتدبر ويتعقل، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ويبكون عند تلاوته ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((اقرأ علي القرآن)) قال عبد الله كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري))، فقرأ عليه أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا[1]، قال: ((حسبك))، قال ابن مسعود: فالتفت إليه أو قال فرفعت رأسي إليه فإذا عيناه تذرفان[2] يعني يبكي، وظاهره أنه يبكي بكاء ليس فيه صوت وإنما عرف ذلك بوجود الدمع. كذلك حديث عبد الله بن الشخير أنه سمع لصدره صلى الله عليه وسلم أزيزا كأزيز المرجل من البكاء فهذا يدل على أنه قد يحصل له صوت لكنه ليس بمزعج. [1] سورة النساء الآية 41. [2] رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) برقم (3595) و(4107) والبخاري في (فضائل القرآن) برقم (5050) ومسلم في (صلاة المسافرين وقصرها) برقم (800). من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر