الحلف بغير الله

عندنا الكثير من الناس يحلفون بغير الله، فهل هذا جائز؟ مثلاً يقولون: وحياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وحياة عيسى أو موسى عليهما السلام، أو وحياة القرآن، أو وحياة قبر أبي، أو أقسم في شرفي، أفيدونا في هذا؟

الإجابة

الحلف بغير الله لا يجوز، بل يجب الحلف بالله وحده سبحانه وتعالى؛ لما ثبت عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت) وقال عليه الصلاة والسلام: (من حلف بغير الله فقد أشرك) وفي لفظ آخر: (فقد كفر) وفي لفظ (فقد كفر أو أشرك) الحلف بغير الله من المحرمات الكفرية، ولكنه من الشرك الأصغر، إلا إذا قصد أن محلوفه عظيم كعظمة الله، أو أنه يتصرف في الكون، أو أن يصح أن يدعى من دون الله فهذا شرك أكبر، نعوذ بالله، فإذا قال وحياة فلان أو حياة الرسول أو وحياة عيسى أو حياة موسى أو شرفي أو قول أبي، أو ما أشبه ذلك يكون حلفا بغير الله، كله لا يجوز، أو حلف بالأمانة أو بالكعبة كل ذلك منكر، الواجب أن لا يحلف إلا بالله وحده أو بصفة من صفاته، أو باسم من أسمائه عز وجل، والقرآن من كلام الله، القرآن من صفات الله، فإذا قال: والقرآن أو وحياة القرآن هذا لا بأس به، لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، فإذا حلف بالقرآن أو قال بعزة الله أو بعلم الله أو بحياة الله، فلا بأس، صفات الله يحلف بها، لكن بالمخلوقين لا، لا يقسم بمخلوق لا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أشرف الخلق، ولا بالكعبة ولا بالأمانة ولا بحياة فلان ولا شرف فلان ولا غير ذلك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا وحذر من هذا عليه الصلاة والسلام. وقال ابن عبد البر الإمام المشهور رحمه الله: (أجمع العلماء على أنه لا يجوز الحلف بغير الله) فيجب على المؤمن أن يحذر هذه الأيمان الباطلة، وأن يُحذِّر إخوانه من ذلك، وأن يدعوهم إلى أن يحلفوا بالله وحده سبحانه وتعالى.