الواجب على الخاطب أن يبين للمخطوبة ما به من عيب

أرجو من سماحتكم أن توجهوا كلمة لهذه الإنسانة البائسة الحزينة تصبرونها بها وترفعون من معنوياتها، حيث أنها ستموت قهراً وحسرة وألماً مما حدث معها. تزوجتْ من رجل اختارته لأنه يماثلها في المستوى الثقافي والاجتماعي، فهي جامعية وهو جامعي، جاءت به محرماً معها للع

الإجابة

لا ريب أن الخداع والغش من المحرمات المعلومة من الإسلام بالأدلة الصحيحة وبالضرورة والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (من غشنا فليس منا) والله يقول جل علا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (الأنفال:27). فالواجب على الخاطب أن يبين الحقيقة وأن لا يكتم عن المخطوبة ما هو عيب مثل هذا الحادث، بل يشرح لها الحقيقة حتى تكون على بينة إذا كان به عيب الخصية أو عيب آخر وهو كونه لا يأتي النساء من أجل مرض آخر أو من أجل علة أخرى، أو كونه يصرع أو ما أشبه ذلك من العيوب المعروفة، فالواجب عليه أن يبين للمرأة الحقيقة فإذا لم يبين فلها خيار وليس له حق في المهر، وإذا دخل بها وخلا بها فلها المهر كله، وهو الظالم فليس له حق في ذلك، لكن هذه دعوى منك ما نستطيع أن نحكم عليها، والقاضي الذي حكم بينكما نرجو أنه وفق للصواب، ولا ندري ما هو الشيء الذي اعتمد عليه في إلزامك بالمبلغ الذي ذكرتِ، فالذي أنصحك به أنه ينبغي لك الصبر وعدم الاكتراث بهذا الشيء واحمدي الله الذي خلصك منه، والقاضي قد يكون له اجتهاد في ذلك وقد رأى منك ما يقتضي ذلك، فالحاصل أنصحك بأن تسلي نفسك عن هذا الشيء وتصبري وتحتسبي وتسألي الله للقاضي بالعفو عما حصل إذا كان أخطأ في حكمه، وما عند الله خير وأبقى، وسوف يعوضك الله سبحانه إن شاء الله عن هذا خيرا منه فهو جل وعلا الحكيم العليم، والمظلوم ينتظر النصر وما ذهب من المؤمن بغير وجه شرعي فالله يخلفه عليه سبحانه وتعالى ويعوضه خيرا فضلا منه وإحسانا سبحانه وتعالى، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا، فاصبري واحتسبي واسألي الله العوض من عنده سبحانه وتعالى، وأن يهبك زوجا صالحا خيرا منه والمال أمره سهل، والله المستعان.