من قام إلى الثالثة في التراويح سهواَ المشروع أن يجلس

صلى إمامنا التراويح، وفي إحدى التسليمات قام للثالثة، ولم يتذكر أنه أتى بالثالثة إلا بعد أن اعتدل قائماً، وحينئذ قرر أن يأتي برابعة، وفعلاً أتى بالرابعة ثم تشهد وسجد للسهو، ثم سلم، فما حكم ما فعل؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالمشروع لمن قام إلى الثالثة في صلاة التراويح أن يرجع ويجلس ويتشهد ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدعو ثم يسلم, بعدما يسجد للسهو سجدتين، وإن أخرهما بعد السلام فلا بأس، والأفضل أن يكون سجود السهو قبل السلام في مثل هذا، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مثنى, مثنى) هذا نوى ثنتين فيكون مثل الفجر إذا قام للثالثة, يجلس ويكمل الصلاة على النبي والدعاء ثم يسجد للسهو ويسلم، لكن ما دام أنه فعل هذا, وكان جاهلاً وكملها أربع وسجد للسهو لا حرج إن شاء الله. جزاكم الله خيرا. - إنما كان الأولى أن يكتفي بالاثنتين ولو اعتدل قائماً؟ ج/ الواجب أن يرجع لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مثنى, مثنى) فإذا قام إلى الثالثة ناسياً وجب عليه الرجوع -في الأصح- حتى يحقق ما نواه من الثنتين ثم يسجد للسهو ويسلم بعدما يأتي بالتشهد، وهكذا في النهار -على الأصح- لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل والنهار مثنى, مثنى) يعني: ثنتين ثنتين، لكن لو نوى خمساً جميعاً أو سبعاً جميعاً فهذا لا حرج؛ لأنه فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو نوى تسعاً جميعاً وجلس في الثامنة للتشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة لا بأس، أما أنه يصلي أربع جميعاً أو ستاً جميعاً لا، هذا خلاف المشروع، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل مثنى, مثنى) فلا يستثنى من ذلك إلا ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- خلاف ذلك، فإنه -صلى الله عليه وسلم- أوتر بثلاث جميعاً، لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بخمسٍ جميعاً لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بسبعً جميعاً لم يجلس إلا في آخرها، وفي بعض الأحيان يجلس في السادسة، ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم للسابعة، وأوتر بتسع جميعاً وجلس في الثامنة، وتشهد التشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة، ولم يحفظ عنه -صلى الله عليه وسلم- أن صلى أربعاً جميعاً في الليل، ولا ستاً جميعاً، ولا ثماناً جميعاً، بل يصلي ثنتين, ثنتين -عليه الصلاة والسلام- وهو القائل -عليه الصلاة والسلام-: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (صلوا كما رأيتموني أصلي). وقد رآه الصحابة يصلي ثنتين ثنتين، وقد أمر بذلك وقال: (صلاة الليل مثنى, مثنى) فإن هذا الخبر معناه الأمر معناه صلوا مثنى, مثنى, وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً.