الإجابة:
كتابة شيء من القرآن في جام أو ورقة وغسله وشربه يجوز؛ لعموم قوله
تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين فالقرآن شفاء
للقلوب والأبدان، ولما رواه الحاكم في [المستدرك] وابن ماجه في
[السنن] عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عليكم بالشفاءين العسل والقرآن "
وما رواه ابن ماجه، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: "خير الدواء القرآن " وروى
ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما: إذا عسر على المرأة ولادتها خذ
إناء نظيفا فاكتب عليه: {كأنهم يوم يرون
ما يوعدون} الآية، و: { و كأنهم
يوم يرونها لم يلبثوا } الآية، و: {و لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب
} الآية، ثم يغسله وتسقى المرأة منه وتنضح على بطنها وفي وجهها.
وقال ابن القيم في [زاد المعاد] قال الخلال: حدثني عبد الله بن أحمد
قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء
نظيف يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما: لا إله إلا الله الحليم
الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم, الحمد لله رب العالمين، والآية
الكريمة: {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم
يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو
ضحاها}، قال الخلال: أنبأنا أبو بكر المروذي، أن أبا عبد الله
جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة عسرت عليها ولادتها منذ
يومين، فقال: قل له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد.
وقال ابن القيم أيضا: ورأى جماعة من السلف أن يكتب له الآيات من
القرآن ثم يشربها، قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه
المريض، ومثله عن أبي قلابة. انتهى كلام ابن القيم.
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد السادس(العقيدة)