قراءة الكتب لا تكفي لطلب العلم

إن قراءة الكتب وحدها لا تنفع، ولا بد أن تقرأ على شيخ، فهل هذا صحيح أم لا؟

الإجابة

نعم، إذا كان الشخص عامياً ليس عنده أدوات العلم ولم يتعلم ما يؤهله لمطالعة الكتب فإنه لا يستفيد الفائدة المطلوبة، قد يستفيد إذا كان يفهم العربية، قد يستفيد، وإذا كان بلغته قد يستفيد إذا كان يفهم، كما يستفيد من كلام الله إذا قرأ القرآن يستفيد باللغة التي يفهمها، لكن ما يستفيد الفائدة الكاملة العظيمة إلا إذا تعلم على أهل العلم المعروفين بالخير والعقيدة الصالحة والطريقة السلفية التي يتبعون فيها السلف الصالح ، وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان، هذا العالم يبصرك ، ويرشدك إلى ما قد يخفى عليك من كتاب الله ومن سنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، ويعينك على الفهم الصواب، أما وحدك فقد تغلط كثيراً، ولاسيما إذا كنت لم تتعلم الأصول التي تهتدي بها إلى فهم النصوص ، ولم تجالس أهل العلم، أما الذي قد جالس العلماء وحضر حلقات العلم واستفاد فإنه يمكن أن يطالع ويستفيد، فنوصيك بأن تجمع بين هذا وهذا، أن تطالع الكتب التي تفهما وتتدبر القرآن وتعتني بقراءة القرآن بالتدبر والتعقل وتسأل أهل العلم عما أشكل عليك، ولا تثق بنفسك، بل عليك أن تسأل أهل العلم المعروفين بالاستقامة، بالفضل والديانة والعبادة وصحة المعتقد، هذا هو الذي ينبغي لك. المقدم: حبذا لو سماحة الشيخ لو ذكرتم الأشياء التي تؤهله إلى الاستفادة من القراءة دون أن يكون عنده أحدٌ أو يكون له شيخ كما يقول؟ الشيخ: يراجع كتب التفسير، تفسير القرآن الكريم، ويعرف أصول أهل العلم ، وأصول الفقه يطالعها، ومصطلح الحديث حتى يستفيد ، وبكل حال لا يستفيد الفائدة المطلوبة إلا بعالم يبصره، لا بد، لأن هذه أصول وقواعد تحتاج إلى بعض الشرح، بعض البيان، فكونه يستقل بنفسه من أول وهلة فهذا لا يتم به المطلوب، وإن كان حاذقاً ، وإن كان عربياً لكنه محتاج إلى أن يعرف المصطلحات بواسطة أهلها العارفين بها، لكن لا يمتنع من تدبر القرآن ، ولا يمتنع من حفظ الأحاديث وقراءة الكتب المفيدة فإنه لا بد أن يستفيد بعض الفائدة ، لكن لا يكتفي بهذا، ننصحه بأن لا يكتفي، بل يطلب العلم في حلقات العلم ، وفي مجالس العلم الموثوقة الطيبة ، ومن طريق زيارة العلماء في بيوتهم ومساجدهم للسؤال والتبصر، هكذا يكون طالب العلم.