تفسير: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}

السؤال: تفسير قول الله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين فمن تطوع خيراً فهو خيراً له}.

الإجابة

الإجابة: إن هذه الآية نزلت أول ما نزل الصوم، فقد كان الصوم على التخيير: إن شاء الإنسان صام، وإن شاء أطعم، وذلك في وقت حاجة المسلمين إلى الإطعام.

ثم جاء الأمر الجاد بالصيام بعد قوله: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، فلم يبق عذر في الصيام، ولم يبق التخيير الذي كان، بل نُسخ التخيير بوجوب الصيام على من شهد الشهر. أي من لم يكن مسافراً حينه.

وقد قال: بعض أهل التفسير إن قوله: {وعلى الذين يطيقونه} أي على الذين لا يطيقونه، ولا في لسان العرب تأتي زائدة فتذكر ولا يراد بها النفي وتحذف كذلك ويراد إثباتها، فمن إثباتها في الموضع الذي لا يقصد فيه النفي قول الله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة}، {لا أقسم بهذا البلد}، ومن حذفها في الموضع الذي يراد إثباتها فيه قوله: {وعلى الذين يطيقونه} أي على الذين لا يطيقون الصيام لعطش أو هرم فديةٌ، وهي إطعام مسكين عن كل يوم مداً.

وعموماً فبأي التفسيرين أخذت فالأمر ميسور، فالتفسير الأول تكون الآية على أساسه منسوخة، والتفسير الثاني تكون الآية على أساسه محكمة.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.