مدى صحة القول بأن النبي خلق من نور

سمعت ناس يقولون: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم -خلق من نور، وأول ما خلق الله نور محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقرءون القرآن الكريم ويهدون ثوابه إلى روح الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإلى الأموات، أفيدونا عن صحة هذا وجزاكم الله خيراً؟

الإجابة

أما ما يقول الناس من أن الرسول خلق من نور، هذا كله لا أصل له كونه خلق من النور، أو أنه خلق نور محمد، هذا كله أخبار موضوعة لا أصل لها، ولا أساس لها للنبي - صلى الله عليه وسلم -بل هي موضوعة ومكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قوله خلق من النور لا أصل له، بل خلق من ماء مهين، مثل ما خلق الناس الآخرون، خلق من ماء، من ماء عبد الله بن عبد المطلب ومن ماء آمنة أمه ولم يخلق من النور، ولكن الله جعله نوراً عليه الصلاة والسلام، جعله سراجاً منيراً بما أعطاه الله من الوحي، بما أنزل الله له من الوحي من القرآن والسنة، جعله الله نوراً للناس، جعله الله سراجاً منيراً بالدعوة إلى الله وبيان الحق للناس وإرشادهم وتوجيههم إلى الخير فهو نور جاءه بعد ما أوحى الله إليه عليه الصلاة والسلام وإلا فهو بشر من بني آدم، خلق من ماء مهين، من ماء أبيه وأمه، وأما ما يقوله بعض الناس وبعض المخرفين وبعض الصوفية أنه خلق من نور أو أن أول شيء خلق هو نور محمد، هذه كلها لا أصل لها كلها باطلة، ويروى في ذلك أخبار موضوعة لا أساس لها، وإهداء القرآن لا أصل له، ليس بمشروع، ولا فعله الصحابة رضي الله عنهم والخير في اتباعهم، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم -يعطى مثل أجورنا، ما فعلنا من خير فله مثل أجورنا لأنه الدال على الخير عليه الصلاة والسلام، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله) فهو الذي دل الأمة على الخير وأرشدهم إلى الخير، فإذا قرأ الإنسان أو صلى أو صام أو تصدق فالرسول يعطى مثله، مثل أجور هؤلاء من أمته، لأنه هو الذي دلهم على الخير وأرشدهم إليه عليه الصلاة والسلام، أما أن يهدى، يقرأ ويهدي له فليس له أصل، والأولى ترك ذلك،كذلك القراءة للأموات فليس له أصل، والأولى ترك ذلك وبعض أهل العلم يجوز أن يقرأ الإنسان الحزب من القرآن أو الختمة ثم يقول أهدي ثوابها أبي أو لأمي أجاز هذا جمع من أهل العلم، وآخرون قالوا ترك ذلك أولى، لأنه لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -ولا عن الصحابة، فالأولى تركه، وهذا هو الأرجح، الأرجح أن الأولى ترك إهداء القرآن للناس لأنه ليس عليه دليل، وليس بفعل السلف الصالح فالأولى ترك ذلك، إنما جاءت الصدقة، جاءت الصدقة عن الميت، الدعاء له، الحج عنه، الصوم عنه، هذا لا بأس، أما كونه يقرأ قراءة ثوابها للميت أو يصلي هذا ليس له أصل معروف فالأولى تركه، فلا يصلي أحد لأحد ولا يقرأ أحد لأحد، وهذا هو الأفضل وهذا هو الأحوط لأنه لم يرد عن السلف الصالح والخير في اتباعهم والسير على منهاجهم رضي الله عنهم.