ما حكم قراءة يس عند الميت؟

السؤال: ما حكم قراءة يس عند الميت؟

الإجابة

الإجابة: إنه جاء في ذلك حديث بالأمر بقراءة يس على الموتى، والحديث وإن كان الحاكم صححه لكن الراجح عدم صحته، والمقصود بالموتى هنالك المحتضرون، فالمحتضر إذا كان عاقلاً ينبغي أن يسمع خواتم سورة يس فقد ذكر الله فيها سبعة أدلة على البعث بعد الموت، فقال تعالى: {أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين}، فهذا دليل على البعث بعد الموت، وهو إخراج القوي من الضعيف، {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة}، هذا الدليل الثاني: وهو الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، {وهو بكل خلق عليم} هذا الدليل الثالث: وهو سعة علم الله بجميع الكائنات فلا تفوته ذرة من جسد الإنسان لا من شعره ولا من لحمه ولا من جلده ولا من عضلاته ولا من عظامه فيعيدها كما كانت، {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} هذا الاستدلال بإخراج الضد من ضده، فالنار ضد الشجر الأخضر، وهي تخرج منه، الدليل الخامس: {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم} وهذا الاستدلال بخلق الأكبر على خلق الأصغر، {بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} هذا الدليل السادس: هو سعة قدرة الله سبحانه وتعالى، وأن فعله إنما هو بقول كن لأي شيء فيكون على وفق علمه وإرادته، فلا هو بعلاج ولا بنصب ولا بتعب، الدليل السابع: {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون}، تمام ونفاذ ملكه في جميع الأشياء لا معقب لحكمه، فهذه سبعة أدلة متوالية على البعث بعد الموت.

فإذا سمعها الميت عند موته فإنها محققة له للبعث، وقد جاء الاستدلال على البعث في القرآن في سبعمائة وسبع وستين آية، سبعمائة وسبع وستين آية لإثبات البعث بعد الموت.

أما قراءة تبارك على الميت فلم يرد فيها حديث، إنما ورد حديث ليس بالقوي أن من قرأ سورة تبارك كل ليلة أمن من فتنة القبر أو من سؤال الملكين، وهذا الحديث صححه بعض أهل العلم بكثرة الطرق فجعلوه حسناً لغيره ونحو ذلك، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن: "سورة من القرآن ثلاثين آية تشفع لصاحبها يوم القيامة"، وسورة الملك هي ثلاثون آية، ومثلها في ذلك سورة السجدة فهي ثلاثون آية، فهذا من المحتملات لأية واحدة من السورتين، ولهذا استحسن السيوطي رحمه الله في التثبيت في سؤال الملكين أن يصلي الإنسان كل ليلة ركعتين إحداهما بسورة السجدة والأخرى بسورة الملك، ليجمع بين السورتين وكلتاهما ثلاثون آية، قال: "وبعضهم ضمَّ إليها السجدة"، أما قراءة ذلك سراً على تراب وتجعل في القبر فهذا من البدع التي لا خير فيها.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.