لم يصل حتى بلغ السادسة عشرة من عمره فما الحكم؟

كنت لا أصلي منذُ صغري حتى بلغت السادسة عشرة من عمري، وكان تركي للصلاة جهلاً، ولم أقض الصلاة الفائتة، ولكن الآن أصلي النفل، السنن المؤكدة والغير مؤكدة، ولا أدري هل عملي هذا صحيح أم لا؟

الإجابة

الحمد لله الذي من عليك بالتوبة وأبشري بالخير التوبة تمحو ما قبلها والحمد لله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، ويقول - صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فالتوبة التي حصلت منك يمحو الله بها ما حصل من التقصير على ما مضى في ترك الصلاة، وتعاطي صلاة النافلة والإكثار منها فيه خير كثير يجبر نقص الفرض مع الأجور العظيمة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)، هذا حديث عظيم رواه البخاري في الصحيح يدل على أن التقرب بالنوافل من أسباب كمال محبة الله للعبد، ويدل على أن معاداة أولياء الله من أسباب حرب الله للعبد، يقول الله عز وجل: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)، يعني أعلنته بالحرب، وأولياء الله هم أهل الإيمان، وأهل التقوى من الرجال والنساء، يقال لهم أولياء الله، المؤمن ولي لله، والمؤمنة ولية لله، وهما اللذان يؤديان فرائض الله ويبتعدان عن محارم الله ويقفان عند حدود الله، هذا المؤمن وهذا التقي وهذا الولي، ليس الولي صاحب الخرافات من الصوفية وأشباههم وأصحاب البدع، أولياء الله هم أهل الإيمان هم أهل التقوى وإن كان زراعين وإن كانوا عمالاً وإن كانوا أطباء، وإن كانوا مهندسين، وإن كانوا فراشين في الدوائر، أولياء الله هم أهل الإيمان هم أهل التقوى هم أهل طاعة الله ورسوله قال تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون، بين أنهم هم أهل التقوى والإيمان هم أهل التوحيد الذي وحدوا الله وعبدوه وحده، وأدوا فرائضه من الصلاة وغيرها وتركوا المحارم، تركوا المعاصي هؤلاء هم أولياء الله، وإن كان ما لهم كرامات يدعونها كما يدعي الصوفية لا، مهو بلازم كرامات تحصل لهم، أكثر الصحابة ما حصل لهم كرامات وهم أفضل عباد الله، وهم أفضل الأولياء بعد الأنبياء، فولي الله هو المؤمن والمؤمنة هم أولياء الله وقال تعالى في سورة الأنفال: وما كانوا أوليائه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون، أكثر الناس لا يعلم يحسب الولي هو الذي عنده خرافات وعند خزعبلات وعند شعوذة، لا، المؤمن هو الولي، والمؤمنة هي ولية الله، هم الذين أطاعوا الله ورسوله، هؤلاء هم أولياء الله وإن كانوا مع العمال وإن كانوا مع الأطباء وإن كانوا مع الزراع وإن كانوا تجاراًَ، باعة يبيعون ويشترون، فمن عاداهم فقد حارب الله، وأحب شيء إلى الله أن تتقرب إليه بالفرائض، أن تتقرب إلى الله بالفرائض من الصلوات والزكوات والصيام والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الذي يحبه الله عز وجل، وأحب شيء إليه سبحانه وتعالى، ثم يستحب لك أن تتقرب إليه بالنوافل بسنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء، سنة الفجر الصلاة قبل العصر سنة الضحى، التهجد بالليل هذه نوافل، يشرع للمؤمن أن يتقرب بها ويستكثر منها ويحافظ عليها حتى تكون محبة الله له أكمل، وحتى يوفق في سمعه وبصره ويده ورجله، حتى يوفقه الله فلا يسمع إلا ما أباح الله له، ولا ينظر إلا إلى ما أباح الله له، ولا يمشي إلا إلى ما أباح الله له، ولا يبطش إلا ما أباح الله له، يوفق ولهذا قال الله سبحانه: ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها)، فالمعنى أنه يوفق في هذه الأمور، مو معناه أن الله سمعه وأن الله بصره لا، الله فوق العرش فوق الخلق سبحانه وتعالى، ولكن مراده سبحانه أنه يوفقه في سمعه وبصره وبطشه ولهذا في الرواية الأخرى: (فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي)، يعني أوفقه في أعماله وأقواله وسمعه وبصره، هذا معناه عند أهل العلم، ومع ذلك يعينه الله إن سأله أعطاه، وإن استعانه أعانه بسبب تقواه لله وإيمانه وهدايته رزق الله الجميع التوفيق والهداية.