الصبر على الوالدين الجفاة الطبع

إنني في السادسة عشر من عمري، وإني والحمد لله أقوم بالفرائض وبعض السنن، ولي أم عصبية جداً، إنها تقول لي كلاماً سيئاً، وتقول كلاماً فاحشاً، وطبعاً تقول: إن ذلك من غير قلبها، وهي كثيراً ما تتدخل في شؤوني، وتمنعني من زيارة الأخوات في الله، فما هو توجيهكم تجاه

الإجابة

عليه الصبر، والحلم والدعاء لها بالهداية، والتوفيق، والكلام الطيب، حتى يهديها الله وتكف لسانها عن اذاك، وإذا كان أبوك موجوداًَ ينصحها أيضاً، وهكذا أخوته الكبار، ينصحونها حتى لا تخاطبك بالشيء الذي يؤذيك، والحمد لله، أما الزيارة فالزيارة فيها تفصيل: إذا كانت الزيارة لأخواتك ما يترتب عليها مفاسد، ولا سفور، ولا خلوة بالأجانب، فلا بأس بها إذا رضيت الوالدة، وإلا فلا تخرجي إلا برضاها؛ لأن رضاها واجب، بر الوالدة مهمٌ جداً، فلا تخرجي إلى الأخوات إلا برضاها، حتى ترضى عنك، ولكن عليك بالكلام الطيب مع الوالدة، والأسلوب الحسن، وطلب رضاها بالطرق الشرعية، والاستعانة في ذلك بأبيك، أو بإخوتك حتى تسمح عنك ولا تسبك، ولا تؤذيك بالكلام الفاحش الرديء والله يهديها نسأل الله لنا ولها الهداية. جزاكم الله خيراً، عبارة وقفت عندها سماحة الشيخ وهي قولها: إن والدتي تتدخل في شئوني، هل يليق هذا الكلام من الأبناء للآباء؟ هذا لا يليق ولا ينبغي، للوالد يتدخل والأم تتدخل، فيما يتعلق بإصلاح الولد والبنت، هما ملزومان بأن يربيا أولادهما التربية الشرعية، فالوالد يتدخل والوالدة تتدخل في الشيء يصلح الأولاد، وينفعهم في دينهم ودنياهم، أما الشيء يمنعهم من الخير أو يثبطهم على الحق، فلا ينبغي للوالدين، إنما الطاعة في المعروف، فلو قال الوالد للولد أريدك تسرق، أو تخون الأمانة، أو تغش في المعاملة ما يجوز طاعته، ولا طاعة الوالدة أيضاً؛ لأن هذه معاصي، والرسول يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، وهكذا لو قالا له، لا تصلي في الجماعة، أوانك تعق إخوتك تقطع إخوتك القطيعة التي حرمها الله، أو قالا له عليك أن تعامل بالربا، أو تتجر في الخمور، أو في المخدرات، ما يطيعهم في هذا الشيء (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)،. جزاكم الله خيراً، إذاً من حق الوالدين أن يتدخلا في حقوق الأبناء؟ نعم، التدخل الذي يحصل به المطلوب من دون عداء ولا ظلم، مشورة، ونصيحة ومنع مما يضر. جزاكم الله خيراً