الإجابة:
الولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خَلْقٌ من خَلْق الجنة، ليسوا
بأبناء أهل الدنيا، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة يكمل خلقهم
كأهل الجنة على صورة آدم، أبناء ثلاث وثلاثين سنة، في طول ستين
ذراعًا، وقد روى أيضا أن العرض سبعة أذرع.
وأرواح المؤمنين في الجنة، وأرواح الكافرين في النار، تنعم أرواح
المؤمنين، وتعذب أرواح الكافرين، إلى أن تعاد إلى الأبدان.
وولد الزنا إن آمن وعمل صالحًا دخل الجنة، وإلا جوزي بعمله كما يجازى
غيره، والجزاء على الأعمال، لا على النسب، وإنما يذم ولد الزنا؛ لأنه
مَظنَّة أن يعمل عملًا خبيثًا، كما يقع كثيرًا.
كما تحمد الأنساب الفاضلة؛ لأنها مظنة عمل الخير، فأما إذا ظهر
العمل فالجزاء عليه، وأكرم الخلق عند اللّه أتقاهم.
وأما أولاد المشركين، فأصح الأجوبة فيهم جواب رسول اللّه صلى الله
عليه وسلم، كما في الصحيحين: "ما من
مولود إلا يولد على الفطرة" الحديث، " قيل: يا رسول اللّه، أرأيت من يموت من أطفال
المشركين وهو صغير؟ قال: اللّه أعلم بما كانوا
عاملين". فلا يحكم على معين منهم لا بجنة ولا
بنار.
ويروى"أنهم يوم القيامة يمتحنون في
عرصات القيامة، فمن أطاع اللّه حينئذ دخل الجنة ومن عصى دخل
النار".
ودلت الأحاديث الصحيحة أن بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار.
والجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار، لكن تعرف
البُكْرَة والعشيَّة بنور يظهر من قبل العرش.
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)