سجدة السهو عن نسيان القنوت في صلاة الفجر، وهل القنوت مشروع أو لا

ما رأي الدين! في سجدة السهو عن نسيان القنوت في صلاة الفجر، وهل القنوت مشروع أو لا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الصواب أن القنوت ليس مشروعاً في صلاة الفجر كل يوم، ولكن يشرع عند وجود النوازل، كأن ينزل بالمسلمين نازلة من حرب فيقنت المسلمون في الفجر أو في غيرها يدعون الله كشفها والنصر على الأعداء، كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام ويدعو للمجاهدين بالنصر ويدعو على الكفار بالهزيمة، لا بأس، أما القنوت بصفةٍ دائمة في الفجر أو في غيرها هذا لا أصل له، وإن ذهب إليه بعض أهل العلم، بعض العلماء ذهبوا إلى ذلك وقالوا يستحب في الفجر خاصة لأحاديث ضعيفة في ذلك، والصواب أنه لا يستحب في الفجر بصفة دائمة، وإنما يستحب للنوازل؛ لما ثبت في السنن بإسنادٍ جيد عن سعد بن طارق الأشجعي أنه قال لأبيه: (يا أبتاه! إنك أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان وعلياً أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال طارق رحمه الله ورضي عنه: أي بني محدث!). أي بني محدث. يعني لم يكن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون. فدل ذلك على أنه غير مشروع يعني بصفةٍ دائمة. وإذا صليت مع قوم يقرؤون القنوت فلا بأس صل معهم واقنت معهم لأن لهم شبهة، وهي أنهم قالوا ذلك بسبب ما ورد في بعض الأحاديث التي ظنوها صحيحة أو ظنوها دالة على ما ذهبوا إليه، فأنت معذور إذا صليت معهم، وهم معذورون إذا تلقوا ذلك عن غيرهم معتقدين أنه مشروع، لكن من عرف العلم وعرف الحق يبينه للناس، ويوضحه للناس وأن هذا غير مشروع، وأن الصواب تركه إلا من علة وهي وجود نازلة بالمسلمين مثل عدو نزل بهم، فإذا قنتوا من أجل الدعاء للمسلمين بالنصر على الأعداء والدعاء على الأعداء بالهزيمة والخذلان فهذا فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، أما لو تركه الإنسان ناسياً فلا يشرع له السجود؛ لأنه مستحب وليس بلازم عند من قال هو مستحب، فلا يشرع له سجود السهو لو ترك القنوت ناسياً وإن سجد للسهو فلا حرج في ذلك ولا بأس ولا يضر الصلاة. لكن عدم السجود أولى لأنه ليس بمشروع وعلى القول بشرعيته فهو مستحب فقط لا يجب بتركه سجود السهو عند من قال بشرعيته.