حكم القول بإن أول رائد للفضاء هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

عندما كنت أدرس بالمرحلة المتوسطة طرح لنا أحد الأساتذة سؤالاً وقال فيه: من هو أول رائد للفضاء؟ فأجبنا على سؤاله بأنه سوفيتي الجنسية، وقال لنا الأستاذ: الإجابة خطأ، إن أول رائد للفضاء هو نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، عندما عرج به إلى السماوات وكانت مركبتهم البراق، هل هذا صحيح،

الإجابة

لا نعلم شيئاً في الموضوع غير ما ذكره أنه فيه، فإنا لا نعلم أحداً عرج به إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس سوى نبينا -عليه الصلاة والسلام- فإنه عرج به إلى السماء السابعة حتى كان فوقها وحتى سمع كلام الرب عز وجل. هذا إذا عبر عنه بأنه رائد الفضاء فهذا له بعض الوجاهة، لكن ليس بصحيح أنه رائد فضاء، بل إنما عرج به إلى السماء إلى ربه عز وجل؛ ليفرض عليه ما يشاء سبحانه وتعالى، وليس المقصود من هذه الرحلة أن يجوب الفضاء وأن ينظر في الفضاء، المقصود من هذه الرحلة مع الملك جبريل عليه الصلاة والسلام هو أن يرتفع إلى الله ويجوب السماوات؛ حتى يصل إلى ما فوق السماء السابعة؛ وحتى يسمع كلام ربه، وليس المقصود أن يجوب الفضاء. هذا الذي قال هذا الكلام له بعض الوجاهة، من جهة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شق الفضاء كله حتى جاوز السبع الطباق له وجه، لكن ليس هو المعنى المقصود عند الدول الموجودة اليوم، أمريكا والسوفيت وغيرهما، مقصودهم اختبار الفضاء واختبار ما فيه من العجائب وليس المقصود هذا المعنى الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم فهذا المجيب الذي قال سوفيتي له وجه، والسائل الذي سألكم في قصده وجه ولكن ليس منطبقاً على مراد الناس اليوم وعلى مقصود الناس اليوم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترحل ليجوب الفضاء وإنما ارتحل بأمر ربه ليتصل بالله عز وجل فوق السماء السابعة ويسمع كلامه سبحان ويتمثل أمره جل وعلا، فالرسول صلى الله عليه وسلم مأمور يرتحل هذه الرحلة العظيمة ويسمع كلام ربه وليفرض الله عليه هذه الصلوات العظيمة التي هي أركان الإسلام بعد الشهادتين والله ولي التوفيق.