أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، والذي أباح طعامهم هو الذي قال فيهم ما ذكر فيهم من الآيات في تكفيرهم مثل اليهود: يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ [(64) سورة المائدة]. وكذلك كفَّر النصارى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17]. وكفَّرهم بقولهم: إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ [(73) سورة المائدة]. وسبحانه كفرهم وأبان ضلالهم ومع ذلك أباح لنا طعامهم، وهم كفار ومشركون وظلمة ومفسدون ولكن الله - سبحانه وتعالى- لطف بنا وأباح لنا طعامهم فضلاً منه وإحساناً، وطعامهم ذبائحهم كما قال ابن عباس وغيره. فإذا علمنا أن هذه الذبائح من ذبائح أهل الكتاب فهي حل لنا سواء كانوا في أوروبا أو من غير ذلك. فالحاصل أن طعام أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى سواء كانوا ذميين أو حربيين حلٌ لنا بنص القرآن إلا إذا علمنا أن هذه الذبيحة أهلت لغير الله، ذبحوها لآلهتهم علم أن ذلك حرم علينا، وهكذا إذا علمنا أنهم ذبحوها بالخنق أو بالصعق الكهربائي يقيناً أن هذه الذبيحة المعينة التي جاءت في هذه العلبة أو في هذا الإناء إذا علمنا هذا حرمت علينا وإلا فالأصل حل ذلك، وعلينا أن نقبل رخصة الله - سبحانه وتعالى -، وأما ما يتعلق ببعض الشركات فليس علينا أن نتتبع ذلك، إذا علمنا أن هذه الذبيحة ذبحت لغير الله أو ذبحت على غير شرع الله تركناها، وإلا فالأصل أن ذبائحهم حلٌ لنا بنص القرآن الكريم، وهم مع هذا كفار، لكن الله استثنى ذبائحهم دون غيرهم. أما الوثنيون من المجوس وهكذا الشيوعيون كلهم ذبائحهم محرمة، المجوس والبوذيون وسائر الكفرة من الشيوعيين وغيرهم ذبائحهم كلها محرمة، كما يذبح في بلغاريا أو الصين الشعبية أو أشباه ذلك من الدول الشيوعية فهذا لا يحل لنا، إلا إذا علمنا أنه تولاه مسلمٌ أو تولاه كتابي وإن كان في بلاد الشيوعيين إذا تولاه كتابي، أو تولاه مسلم حلت لنا الذبيحة، وإلا فالأصل أنما يرد من البلدان الشيوعية من بلغاريا أو رومانيا أو الصين الشعبية أو غير ذلك، فهذا نتركه، ولا يحل لنا ولا نستعمله.