العادة السرية

كنت أمارس عادة الاستمناء أثناء فترة المراهقة، ولكن بعد أن تفقهت في ديني وقرأت كتاب الله - عز وجل - وكتب السنة أقلعت عنها، بعد أن عرفت الأئمة اتفقوا على تحريمها استناداً إلى الآيات الكريمة في سورة المؤمنون والمعارج وغير ذلك، لكن عندما أقلعت عنها وقعت في مشكلة كثرة الاحتلام يومياً، حيث يتكرر بشكل مزعج، وكثيراً ما يتسبب في تركي لصلاة الفجر، خاصة في أيام الشتاء، وأحرج في كثير من المرات أن أغتسل يومياً بسبب الاحتلام، فما أنام في الليل إلا وأحتلم، وبعد صلاة الفجر كذلك، وبعد صلاة الظهر كذلك، فعدت مضطراً إلى استعمال هذا الاستمناء لأجل تخفيف الاحتلام، فهل يجوز لي هذا أم لا؟ أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابة

الواجب عليك الاستمرار في ترك هذه العادة السيئة والحذر منها ، وسؤال الله العافية مما أصابك ، وتعاطي الأسباب التي تخفف عنك شدة الشهوة ، فإن هذا له علاج ، شدة الشهوة له علاج تتصل بالأطباء وتأخذ بعض العلاج ، وكذلك الصوم من العلاج ، إذا تيسر لك الصوم تصوم فإنه من العلاج كما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء). فإن كنت تستطيع الزواج فبادر - يا أخي – بالزواج، سارع إلى الزواج ، واستعن بالله ، ولو استدنت في هذا بعض الدين، أو بعض القرض ، استعن بالله ، وبادر بالزواج ، واغتنم صحتك وعافيتك ، واغتنم أيضاً البعد عن الخطر ، فإن كنت لا تستطيع الزواج فعليك بأسباب تخفيف هذه الشهوة بالصوم ، فإن الصوم يضيق مجال الشيطان ، أو بتعاطي بعض الأدوية التي تخفف هذا الأمر ، تسأل الأطباء المختصين ، ولن تحرم شيئاً مما يعينك على السلامة من هذه الشدة ، ولابد من الغُسل كلما حصل هذا الشيء لا بد من الغسل، إذا احتلمت ورأيت المني فلا بد من الغسل في الفجر وغيرها ، واستعن بالله، ولا تتساهل ، ولا تطع الشيطان ، بل بادر بالغسل وصلاة الفجر في الشتاء والصيف ، واستعن بالله - سبحانه وتعالى - ، ولكن أهم من ذلك المبادرة بالزواج ، والحرص على أن تريح نفسك من هذا البلاء بالزواج الشرعي ، فإن لم يتيسر هذا فالأدوية الشرعية ، ومنها الصوم ، - يسر الله أمرك ، وأعانك على ما فيه رضاه، وعلى ما فيه سلامتك -. ومن الأسباب أيضاً أن تضرع إلى الله وتسأله كثيراً أن يكفيك شر هذه الشهوة ، وأن يعينك على أسباب تخفيفها تخفيفاً لا يضر. بارك الله فيكم.