الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما
بعد:
فليس للولي أن يمنع موليته النكاح بصاحب الدين والخلق، فإن أبى أن
يزوجها يكون عاضلاً، ولكن إن كان الخاطب غير كفء، فلا يكون امتناع
الولي عضلاً، لأن له حقاً في الكفاءة.
وننصح الأباء بأن يتقوا الله في بناتهم، فإذا جاءهم من يرضون دينه
وخلقه، فقد قال رسول الله: "إذا خطب إليكم
من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد
عريض" (رواه الترمذي)، ولا يجوز لهم أن يعضلوا بناتهن بمنعهن
من الزواج بالكفء، لقوله تعالى: {فَلَا
تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا
بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ
وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ}.
ونقول للأخت السائلة: إن الشرع جعل لها حقاً في اختيار الزوج، ونهى
الأولياء عن عضلهن، قال رسول الله: "لا
تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن" (متفق
عليه)، فإذا كان هذا الرجل صاحب دين وخلق، فيمكنها أن تتلطف مع
والديها في إقناعهما، أو توسط لهما من يقنعهما ممن له نوع تأثير
عليهما.
من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.