الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما
بعد:
فإن العمل في البنوك الربوية لا يجوز لما في ذلك من التعاون على الإثم
والعدوان، والإعانة على انتشار الربا المحرم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]،
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278].
وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه
وشاهديه"، وقال: "هم سواء"
(أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه).
وبناء على هذا وغيره من الأدلة القاطعة بحرمة الربا والإعانة عليه،
فإنه لا يجوز العمل في بنك ربوي، ويجب على من تلبس بذلك ترك العمل
فوراً، مع التوبة إلى الله تعالى، والندم على ما حصل منه.
وعليه فلا يجوز العمل في بنك ربوي إلا لضرورة ملجئة فأن الله تعالى لم
يبح لأحد ارتكاب المحرمات، إلا إذا دعت ضرورة لذلك، قال عز وجل:
تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا
حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}
[الأنعام:119]، وقال تعالى: {فَمَنِ
اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}
[البقرة: 173].
وعليك أن تجتهد في طلب الرزق من أبواب الحلال، وهي كثيرة والحمد لله،
ولا حرج عليك -إن شاء الله- في البقاء في عملك إن كنت مضطراً مع السعي
الحثيث لإيجاد البديل المشروع، فمتى وجدته وجب عليه ترك العمل الحالي،
وكن على يقين أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن خزائن
الله ملآى لا تنفذ: {ومن يتق الله يجعل
له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
نقلاً عن موقع الآلوكة.