حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع أو المشرك

يوجد إمام مسجد في إحدى القرى من الذين يزورون القباب، ويسألون أصحابها الأموات النفع وجلب المصالح، وكذلك يلبس الحجب ويتبرك بالحجارة التي على الأضرحة، السؤال: هل تجوز الصلاة خلفه؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي فماذا نفعل؟ مع العلم أنه ليس هناك مسجدٌ آخر؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.. فمن شرط الإمامة أن يكون الإمام مسلماً، واختلف العلماء هل يشترط أن يكون عدلاً أم تصح خلف الفاسق على قولين لأهل العلم، والصواب أنها تصح خلف الفاسق إذا كان مسلماً، ولكن لا ينبغي أن يولى مع وجود غيره، بل ينبغي لولاة الأمور أن يتحروا الإمام أن يكون مسلماً عدلاً طيب السيرة حسن العمل؛ لأنه يقتدى به. أما من كان يزور القبور ويدعو أهلها من دون الله ليستغيث بهم، ويتمسح بقبورهم، ويسألهم شفاء المرضى، والنصر على الأعداء، فهذا ليس بمسلم، هذا مشرك؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم من أنواع الكفر بالله، فلا يجوز أن يتخذ إماماً، ولا يصلى خلفه، وإذا لم يجد المسلمون مسجداً آخر صلوا قبله أو بعده، صلوا في المسجد الذي يصلي فيه؛ لكن بعده أو قبله، فإن تيسر عزله وجب عزله، وإن لم يتيسر فإن المسلمين ينتظرون صلاة هؤلاء ثم يصلون بعدهم، أو يتقدمونهم إذا دخل الوقت ويصلون قبلهم إذا أمكن ذلك، فإن لم يمكنهم صلوا في بيوتهم، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]. وينبغي أن يعلَّم هذا الإمام ويرشد إلى الحق؛ لأنه في حاجة إلى الدعوة إلى الله، والمسلم ينصح للمسلمين وينصح لغيرهم، يدعوا إلى الله، كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعلي -رضي الله عنه- لما بعثه إلى خيبر: (فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) والله يقول -سبحانه-: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[فصلت: 33] وقال -سبحانه-: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي الآية[يوسف: ]، وقال سبحانه: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل: 125]، فهذا الإمام يدعى إلى الله، يوجه إلى الخير يعلم أن عمله باطل، وأنه شرك، بالأساليب الحسنة، بالرفق والحكمة، لعله يهتدي، لعله يقبل الحق، فإن لم يتيسر ذلك يتصل بالمسئول عن المسجد، أوقاف أو غير أوقاف، ويبين لهم أن هذا الإمام لا يصلح، وأن الواجب عزله، وأن يولى في المسجد رجل موحد مؤمن مسلم حتى لا يتفرق الناس عن المسجد، وحتى لا يصلي بهم إنسان كافر، هذا هو الواجب على المسلمين أن يتعاونوا في هذا الخير، وأن ينصحوا لولاة الأمور، وأن ينصحوا لهذا الإمام الجاهل لعله يهتدي. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً