حكم الوقوع في الأخطاء التي لم يتعمدها

كنا مجموعة من الأصدقاء نجتمع للنقاش والحوار حول أمور الدين والدنيا، وإذا بأحد الحضور يلقي بسؤال يقول فيه: هل يستطيع المرء المسلم أن يعيش حياته مسلما بنسبة 100% مع استمرار تعايشه وتعامله مع مجتمعه بما في ذلك من إيجابيات وسلبيات ومؤثرات. أي بمعنى إن أراد البعد عن كل ما حرمه الله والتمتع بكل ما أحله الله في كتابه وكذلك العمل بسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام بما تبيحه والبعد عما تنهى عنه؟ واختلفت الإجابات وإن كان الكل قد أجاب بنعم، ولكن اختلفت الإجابات حول النسب ففريق قائل بقدرة المرء على ذلك أي أن يحيا المرء مسلما بنسبة 100% وفريق آخر لم يوافق على قدرة المرء أن يحيا حياة مسلم بنسبة 100% ووجهة نظر الفريق الآخر الذي لم يوافق على نسبة المائة بالمائة أن قوة المجتمع ومؤثراته متعددة وأن من الممكن أن تكون هناك أمور كثيرة غير صحيحة ولكن المجتمع مع هذا يقرها وضرب هذا الفريق مثلاً بكرة القدم ومحاولة الناس تشجيع هذه اللعبة رغم عدم فائدتها للشباب بالقدر الذي لو تدرب الشباب على الفروسية والسباحة والرماية مثلا. ومثل آخر.. التصوير والصور المجسمة. ومثل آخر يتعلق بغذاء الإنسان وهي ما تستورد الدولة من لحوم من الخارج.. ومثال آخر، فوائد البنوك. وأمثلة أخرى عديدة ضربت، ولما طال النقاش وامتد واتفقنا في نقاط واختلفنا في أخرى. رأينا أن نرسل لمجلتكم الموقرة بسؤالنا عسانا أن نجد الجواب الشافي لديكم؟[1]

الإجابة

المسلم غير معصوم، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما جاء بذلك الحديث الشريف، لكن في الإمكان أن يعيش المسلم في مجتمع إسلامي محافظاً على دينه حسب طاقته؛ عملاً بقول الله عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[2].

ولا يخدش في دينه ما قد يقع منه من الأخطاء التي لم يتعمدها، أو ظنها جائزة باجتهاده وما لديه من معلومات، أو بسؤاله بعض أهل العلم، فأفتاه في ذلك ولم تكن فتواه مطابقة للشرع المطهر، والخلاصة أن الواجب على المسلم أن يتقي الله ما استطاع، وأن يحرم ما حرم الله عليه، وأن يجتهد فيما فرض الله عليه، وإذا وقعت منه زلة وجب عليه المبادرة بالتوبة النصوح.

[1] نشر في كتاب الدعوة، ص 27.

[2] سورة التغابن، الآية 16.