الإجابة:
الحمد لله.
قال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم"" من صلى صلاة الصبح ، فهو في ذمة الله ، فلا
يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ، ثم
يكبه على وجهه في نار جهنم ." رواه مسلم .
فمن صلّى صلاة الصبح ( الفجر ) فهو في ذمة الله . ولا شك أن أداء
الصلاة في وقتها هو المُتعيّن ، ويُعفى عمن نام دون تفريط - كما تقدّم
- وعلى من نام عن صلاة الصبح أن يُصليها إذا ذكرها . كما تقدّم في
الحديث .
ومما لا شك فيه أن الله يحفظ العبد بالأذكار إذا حافظ عليها .. روى
مسلم عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : خطبنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال"" إنكم تسيرون عشيتكم
وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غداً. فانطلق الناس لا يلوي أحد على
أحد . قال أبو قتادة : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى
إبهار الليل ، وأنا إلى جنبه قال ، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمال على راحلته ، فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه ، حتى اعتدل على
راحلته . قال : ثم سار حتى تهور الليل مال عن راحلته .. قال : فدعمته
من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته . قال : ثم سار حتى إذا كان من
آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل فأتيته
فدعمته ، فرفع رأسه فقال : من هذا ؟ قلت : أبو قتادة .
قال : متى كان هذا مسيرك مني ؟
قلت : ما زال هذا مسيري منذ الليلة .
قال : حفظك الله بما حفظت به نبيه .
ثم قال : هل ترانا نخفى على الناس ؟
ثم قال : هل ترى من أحد ؟
قلت : هذا راكب ، ثم قلت : هذا راكب آخر حتى اجتمعنا ، فكنا سبعة ركب
. قال : فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق ، فوضع رأسه .
ثم قال : أحفظوا علينا صلاتنا . فكان أول من استيقظ رسول الله صلى
الله عليه وسلم والشمس في ظهره . قال : فقمنا فزعين ، ثم قال : اركبوا
، فركبنا ، فسرنا ، حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ، ثم دعا بميضأة كانت
معي فيها شيء من ماء . قال : فتوضأ منها وضوءا دون وضوء . قال : وبقي
فيها شيء من ماء . ثم قال لأبي قتادة : أحفظ علينا ميضأتك ، فسيكون
لها نبأ .
ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ثم
صلى الغداة ، فصنع كما كان يصنع كل يوم . قال : وركب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وركبنا معه . قال : فجعل بعضنا يهمس إلى بعض : ما
كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ؟ ثم قال : أما لكم فيّ أسوة ؟ ثم
قال : أما إنه ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يصلِّ
الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه
لها ، فإذا كان الغد فليُصلها عند وقتها .
ثم قال : ما ترون الناس صنعوا ؟ قال : ثم قال : أصبح الناس فقدوا
نبيهم ، فقال أبو بكر وعمر : رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم ، لم
يكن ليُخلِّفكم . وقال الناس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
أيديكم فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا . قال : فانتهينا إلى الناس
حين امتد النهار وحمي كل شيء ، وهم يقولون : يا رسول الله هلكنا .
عطشنا . فقال : لا هُلك عليكم . ثم قال : أطلقوا لي غُمري . قال :
ودعا بالميضأة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأبو قتادة
يسقيهم ، فلم يَعدُ أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابُّوا عليها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحسنوا الملأ . كلكم سيروى . قال
: ففعلوا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم ، حتى ما
بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ثم صب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : اشرب . فقلت : لا أشرب حتى تشرب يا
رسول الله . قال : إن ساقي القوم آخرهم شربا . قال : فشربت وشرب رسول
الله صلى الله عليه وسلم . قال : فأتى الناس الماء جامّين رواء .. قال
: فقال عبد الله بن رباح : إني لأحدث هذا الحديث في مسجد الجامع إذ
قال عمران بن حصين : انظر أيها الفتى كيف تحدث ، فإني أحد الركب تلك
الليلة ؟ قال قلت : فأنت أعلم بالحديث . فقال : ممن أنت ؟ قلت : من
الأنصار .. قال : حَدِّث ، فأنتم أعلم بحديثكم . قال : فحدّثت القوم .
فقال عمران : لقد شهدت تلك الليلة وما شعرت أن أحدا حفظه كما
حفظته."