من لم يزكِّ ماله منذ ثلاث سنوات

السؤال: إنسان منذ ثلاث سنوات لم يزكِّ ماله، ماذا يفعل؟

الإجابة

الإجابة: عليه أن يبادر إلى التوبة من مجلسه هذا، وأن يَصْدُق مع الله، وأن يعلم أنه قد فعل كبيرة من الكبائر العظام التي هي سبب للقحط و سبب لعدم استجابة الدعاء وسبب للهلاك الكبير، فقد أخرج بن ماجة في السنن وأحمد في المسند والحاكم في المستدرك وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر المهاجرين أعيذكم بالله أن تدركوا خمساً: فما ظهرت الفاحشة في قوم فأعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في من مضوا من أسلافهم، ولا نقض قوم عهد الله وميثاقه إلا سلَّط عليهم عدواً من سواهم فأخذ بعض ما في أيديهم، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وعسف السلطان ونقص المؤونة، ولا منع قوم زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يُمْطَروا، وما حكمت أئمتهم بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم"، فلذلك لا بد أن يبادر إلى التوبة من وقته هذا.

ثم عليه أن يخرج زكاة ماله لثلاث سنوات قبل أن تغرب الشمس من هذا اليوم، وعليه أن يبادر بذلك، البدار البدار قبل أن يموت على هذه المعصية الكبيرة.

وعليه أن يعلم أن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وأن إسلامه لا يكمل ما دام مقصراً في زكاة ماله، وإخراجه للزكاة لا بد أن ينظر فيه إلى ما معه من المال الآن، وليقدِّر ما كان معه في العام الأول من الأعوام التي لم يزكِّ فيها، وما معه بعد ذلك في العام الذي يليه، فالعام الأول يُخرج زكاته أولاً فستنقص ماله فلا يزكيها في العام الثاني -لا يزكي القدر الذي أخرج عن العام الثاني- ثم العام الثالث كذلك يزكيه بعد إخراج زكاة العام الأول والثاني، فيزكي ما بقي بعد ذلك، وإن كان قد ملك أكثر مما تحت يده الآن ثم فات وقد مضى عليه الحول ولم يزكه فقد تعلق ذلك بذمته وأصبح ديناً عليه متى ما قدر عليه أخرجه.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.