الوقف صدقة جارية

يوجد لدي أغنام أخرجها والدي سبيلاً عن أمه، وقد توفي، والآن أنا في مقامه، فهل يحل لنا أن نأكل منها، ونشرب من لبنها، ونتصرف بها مثلما نتصرف بأملاكنا أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الأوقاف قربة إلى الله، وصدقة جارية كما في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له)، خرجه مسلم في الصحيح، والصدقات الجارية مثل الأوقاف، يوقف غنماً أو إبلاً أو يوقف بيتاً أو أرضاً تزرع حتى يُتَصَدَّقُ بثمرة الأرض، أو بنسله كالإبل والبقر والغنم، أو أجور البيوت، هذه صدقة جارية فيها فضل، فيها أجر، والناظر عليها عليه أن يتقي الله وينفذ ما أوصى به أو وقفه المُوقِفْ على وجه الشرع إذا كان الوقف شرعي، ما فيه ما يخالف شرع الله، فإنه ينفذه الوكيل الناظر فيما قاله الموصي أو الواقف، وإذا كان الناظر ضعيف فقير جاز له أن يأكل من ذلك، كما قال عمر في وقفه: لا جناح على من ولِيَها أن يأكل بالمعروف، فإذا كان الولي والناظر فقيراً جاز له الأكل بالمعروف، هو وأهل بيته، من غير إسراف ولا تبذير، وإن اتصل بالقاضي قاضي البلد، واتفق معه على أجرٍ معلوم كان هذا حسناً، حتى يحتاط لدينه وحتى لا يتوسع في الأكل من الوقف، إذا ضرب القاضي شيئاً معلوماً، حد له حداً محدوداً عن تعبه فلا بأس، وإن أكله من دون مراجعة القاضي بالمعروف من غير إسراف ولا تبذير من ثمرة الوقف في مقابل تعبه، ولكونه من أولى الناس في هذا الوقف؛ لكونه وقف أبيه أو جده أو نحو ذلك، هذا كله لا بأس فيه ولا حرج إن شاء الله. بالنسبة لهذه الحيوانات هل ينطبق هذا الحكم على سلالتها؟ هي نفسها لا يأكل منها شيء، هي نفسها تبقى وقفاً، لكن نسلها، أولادها، صوفها، وبَرُهَا، ما يكون من دهن منها، كل هذا من ريعها وغلتها تأكل منها وتتصدق.