الإجابة:
فأجاب حفظه الله بقوله: الإنكار نوعان:
النوع الأول: إنكار تكذيب، وهذا كفر بلا شك، فلو أن أحداً أنكر اسماً
من أسماء الله، أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة، مثل أن
يقول: ليس لله يد، فهو كافر بإجماع المسلمين، لأن تكذيب خبر الله
ورسوله كفر مخرج عن الملة.
النوع الثاني: إنكار تأويل، وهو أن لا يجحدها، ولكن يؤولها وهذا
نوعان:
الأول: أن يكون لهذا التأويل مسوغ في اللغة العربية فهذا لا يوجب
الكفر.
الثاني: أن لا يكون له مسوغ في اللغة العربية فهذا موجب للكفر، لأنه
إذا لم يكن له مسوغ صار تكذيباً، مثل أن يقول: ليس لله يد حقيقة، ولا
بمعنى النعمة، أو القوة، فهذا كافر، لأنه نفاها نفياً مطلقاً فهو مكذب
حقيقة، ولو قال في قوله تعالى: {بل يداه
مبسوطتان}: المراد بيديه السماوات والأرض فهو كافر، لأنه لا
يصح في اللغة العربية، ولا هو مقتضى الحقيقة الشرعية فهو منكر
مكذب.
لكن إن قال: المراد باليد النعمة أو القوة فلا يكفر لأن اليد في اللغة
تطلق بمعنى النعمة، قال الشاعر:
وكم لظلام الليل عندك من يد
تحدث أن المانوية تكذب
* من يد أي: من نعمة، لأن المانوية يقولون: إن الظلمة لا تحدث الخير وإنما تحدث الشر.