الإشارة بالسبابة بين السجدتين

السؤال: هل يسن الإشارة بالسبابة في الدعاء بين السجدتين؟

الإجابة

الإجابة: جمهور العلماء على أنه لا يرفع السبابة إلا في التشهد، وذهب طائفة إلى أنه يرفع بين السجدتين، وهو ما قد يفهم من كلام ابن القيم في زاد المعاد، في كلامه على ما رواه الإمام أحمد (18379) من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال -في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم-: "وسجد فوضع يده حيال أذنيه، ثم جلس وافترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته، ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه، ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه" وهذا واضح في دلالته على أن المصلي يشير بسبابته بين السجدتين، وأما الجمهور فقد قالوا: إن هذه الرواية مخالفة للمحفوظ المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث، من كونه لا يفعل ذلك إلا في التشهد، كما في صحيح مسلم (580) من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد، وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثة وخمسين، وأشار بالسبابة" وهذا يدل على أن الإشارة بالسبابة إنما تكون في التشهد.

والذي يظهر أن الإشارة بالسبابة في التشهد سنة ثابتة منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما بين السجدتين فإنه يفعل ذلك أحياناً، ولذلك لم تنقل كما نقل فعله لها في التشهد، والله أعلم.
6-4-1427ه.

المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح